يا وَلدي // بقلم أ. د. أسامه مصاروه

 يا وَلدي


يا ولَدي اسْمَعْ هاهُنا الْوَطَنُ

لا الْقَلْبُ ينساهُ ولا الزَّمَنُ

نَموتُ أوْ نحيا على حُبِّهِ

مهما أصابَتْ شَعْبَنا الْمِحَنُ


يا وَلَدي أَتَذْكُرُ التَّتَرُ

والدَّمَ والْحِبْرَ والنَّهَرا

غزَوْا ديارَنا مَعِ الْعَلْقَمي

والْخائِنُ النَّذْلُ تُرى نُحِرا


في ذلكَ الزَّمانِ يا وَلَدي

لَمْ يَجِدِ التَّتارُ في الْبَلَدِ

سِوى العميلِ الْخائِنِ الْعَلْقَمي

والْيوْمَ هُمْ جَهْرًا بِلا عَدَدِ


فرَّ التَّتارُ إنَّما غَيْرُهُمْ

أَتوْا إِليْنا وانْتَشى أَمْرُهُمْ

فالْعَلْقَمِيُّ نَسْلُهُ لمْ يَزَلْ 

حتى يحينَ آجِلًا حشْرُهُمْ


فأيْنما تجولُ في قَفْرِهمْ

رُغْمَ الْغِنى الناسُ في فقْرِهِمْ

لا يَشْتري المالُ لَهمْ شَرَفًا

بلْ زادَهُمْ وِزْرًا على وِزْرِهِمْ 


شعبٌ ملوكٌ أُمَراءٌ بِلا

أَيِّ شعورٍ كَأَفاعي الْفلا

لا مُسْتَحيلٌ أنَّهُمْ عَرَبٌ

كيْفَ وَمُنْتِنٌ عليْهمْ علا 


وًجوهُهُمْ أقْنِعَةٌ صاغَها

إبْليسُ والْعاهِرُ قَدْ ساغَها

أقْبِحْ بِهِمْ مِنْ رَهْطِ إبليسَ هُمْ

فَروحَهُ في القوْمِ أفْرَغَها


ليْسَ غريبًا ذُلُّ خُلْجانِهِمْ

وَجُبْنُهُمْ وَصَمْتُ عُرْبانِهِمْ

فالْعَبْدُ رُبَما يَرى نَفْسَهُ

حُرًا كَحالِ كُلِّ قُطْعانِهِمْ 


قالوا على أشْكالِها تَقَعُ

كُلُّ الطُّيورِ حينَ تَجْتَمِعُ

أمَا الْحُثالاتُ فَمَسْكَنُهُمْ 

يا عُمَلاءَ الْغَرْبِ مُسْتَنْقَعُ


حقيقةً يا قوْمّ نَفطٍ غَدا

وُجودُكُمْ عارٌ وَحتى سُدى

فلا كرامَةٌ ولا شَرَفٌ

ولا حياءٌ في الْعُيونِ بدا


قُرونُ ثيرانِ الفلا تنْطحُ

قدْ تقتُلُ الأُسودَ أوْ تجْرَحُ

أمّا قرونُكُمْ وَخُلْجانِكُمْ

  فإِنَّها تُخْجِلُ بلْ تفْضَحُ


يا قوْمَ نفْطٍ قبْلَكُمْ قدْ عَلَتْ

أقْوامُ عٌهْرٍ كفَرَتْ فَخَلَتْ

زوالُكُمْ وَإنْ يَطُلْ قادِمٌ

يا عُصْبَةً قُرآنَها قدْ سَلَتْ


يا وَيْلَ كُلِّ خائِنٍ قَذِرِ

مِنْ نَسْلِ جَدٍ مارِقٍ أشِرِ

يا ويَلَ كُلِّ فاجِرٍ نَجِسِ

وَخادِمٍ للْغَرْبِ مُحْتَقَرِ

د. أسامه مصاروه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

🌠كلمات لا كالكلمات د. نوال حمود

(( وعود وأشتياق حنين وأغترآب))...ياسر الشابورى