وطني أنــتِ..بقلم الطيبي صابر
**وطني أنــتِ**
أبحث عنك
في خرائط الجسد
في صخب المدن
وقد كنت هناك…
في انحناءة الضوء
على وجهي
وفي صدى المطر
حين يلامس وجنتي
كلُّ الشوارع التي عبرتها
حاولتْ أن تلدك
لكنها كانت بلا نبضك
وبلا تلك المسافة
بين الكلمة والهمس
تلك التي يصنع فيها
الحنين مملكته...
حين تغيبين
أشعر أن الأرض
تنهار تحتي
وأن البحر يُضيع
بوصلة موجاته..
أراك في الجدار
وفي ظلّ النافذة
وفي ارتباك الطيور
عند الغروب
وطني…
ليس أرضًا
ولا جغرافيا
تحتَوي في كتاب
وطني أنت
في نبضك
في صمتك
في ابتسامتك...
أنت المكان الوحيد
الذي أستطيع فيه
أن أكون رجلاً…
وأستسلم بلا خوف.
لمّا سألوني عن وطني
دللتُ على عينيك...
وقلتُ
هنا تُشرقُ البلاد
فوق رموشك
حدودٌ من الندى
وتحت شفتيك
تُقامُ صلاةُ الميلاد
في صدركِ خرائطُ دفءٍ
لا يعرفها الشتاء
وفي صوتك
نشيدُ المآذنِ عند الفجر..
كلُّ الأزقّةِ التي مررتُ بها
تسكنُ في حرفٍ من اسمك…
وتعودُ إليك
أحبُّك…
كما يحبُّ الغريبُ
ظلَّهُ في المنفى
وكما يحبُّ الطفلُ
حضنَ أمِّه عند الخوف
أحبُّك لأنك الوطنُ الذي
لا جوازَ له
ولا مطارَ يغلقُ
في وجهِ عاشقيه
فيك أعيشُ حراً
وفيك أُدفنُ سعيداً
فلا أرضَ بعدك تحتملُ قلبي
ولا سماءَ غير سمائك
تتسعُ لحنيني.
**بقلم الطيبي صابر**
تعليقات
إرسال تعليق