أيا ساكن روحي، هل نسيتَ روحي؟..أ. سعيدة طلحي
أيا ساكن روحي، هل نسيتَ روحي؟
هي تقول:
إيا ساكنَ روحي، هل نسيتَ روحي؟
أما زالَ في قلبِ الهوى من نُزوحِ؟
تركتَ فؤادي في الدُّجى متوحِّدًا
يُناجي النجومَ الليلَ دونَ بُروحِ
أأنتَ الذي كُنّا معًا في أوانٍ
نُسابقُ أحلامَ الهوى بالطُّموحِ؟
وكُنّا كروحٍ في جسدٍ واحدٍ
نُحلِّقُ في آفاقِنا بالجُموحِ
أجبني، فإنّي في انتظارِكَ ذاوِيةٌ
كوردةِ حُبٍّ ماتَتْ في اللَّفوحِ
وقلبي على نارِ الفِراقِ مُعذَّبٌ
يُناديكَ في الأسحارِ والتَّلْويحِ
هو يُجيب:
حبيبةَ قلبي، لستُ ناسيًا روحي
ولا غافلًا عن نبضِها والوُلوحِ
أنا العاشقُ الوَلهانُ من يومِ لُقيانا
وما زلتُ أسقيهِ بِدمعٍ سَفوحِ
ولكنَّ دربَ الحُبِّ دربٌ شَديدٌ
تُشتِّتُنا الأقدارُ في كلِّ فُتوحِ
وما البُعدُ إلّا اختبارٌ لِوَجدِنا
لنعرفَ صِدقَ الحُبِّ عندَ الكُشوحِ
فكيفَ أنسى مَن سَكنَتْ في دِمائي؟
وكيفَ أُغمِّضُ مُقلتيَّ بِجُنوحِ؟
أنا الغارقُ الطَّوعانُ في بحرِ حُبِّكِ
ولستُ براغبٍ في نَجاةٍ وشُحوحِ
هي تُعاتب:
إذا كنتَ صادقًا في القِيلِ، فأينَ
فُؤادُكَ منّي في المساءِ وفي الصُّبحِ؟
تَمرُّ اللّيالي واللَّيالي وما أرى
سِوى صَمتِكَ المُلقى كحِجرٍ مَطْروحِ
أتدري بأنَّ القلبَ يذبُلُ وَحدَهُ
إذا ما خَلا مِن لفتةٍ أو مَنوحِ؟
وأنَّ الهوى نبتٌ يَموتُ بِغفلةٍ
إذا لم نَسقِهِ بالحنانِ المَشروحِ
فعُد يا حبيبي، عُد إليَّ بِقُربِكَ
ولا تتركنّي في انتظارٍ مَجْروحِ
هو يَعتذر:
سأعودُ حبيبتي، سأعودُ سريعًا
كما يرجعُ الغيثُ لأرضٍ مَقْدوحِ
وأمسحُ عن قلبِكِ كلَّ جِراحٍ
بِقُبلاتِ عِشقي وبِنورِ الصُّحوحِ
فأنتِ حياتي، أنتِ نبضُ فُؤادي
وما العيشُ إلّا فيكِ دونَ مَسوحِ
سأبني لنا عُشًّا من الحُبِّ خالدًا
على ضِفَّةِ الأشواقِ والمَفتوحِ
وأُقسِمُ بالشَّوقِ الذي في ضُلوعي
بأنّي لكِ العاشقُ في الصَّحوِ والرُّوحِ
فهل تَقبَلينَ العُذرَ منّي حَبيبتي؟
وتفتَحُ لي قلبَكِ بالحُبِّ المَسموحِ؟
هي تُسامح:
قَبِلتُ اعتذارَكَ يا حبيبَ حَشايَ
وعُدتُ إليكَ بالحُبِّ والصَّفحِ المَمدوحِ
فما الحُبُّ إلّا أن نُسامحَ زَلَّةً
ونمضيَ معًا في دَربِنا بالوُضوحِ
فَهيّا نَعِش في ظِلِّ حُبٍّ مُؤبَّدٍ
نُحلِّقُ فيهِ كالطُّيورِ بِسُبوحِ
ولا نَترُكُ الأيّامَ تُفرِّقُ بَيننا
فنحنُ معًا قلبٌ بِجِسمَينِ مَفْتوحِ
سعيدة طلحي✍️
الجزائر 🇩🇿
يوم 15/12/2025
تعليقات
إرسال تعليق