طقوس الختام...سيف الدين علوي

 طقوس الختام

الشوارعُ مزحومةٌ بشعاعٍ هزيل تسَاقَطَ من فتحات الضّباب الجريح

و أسلاكُ غيمٍ  مُلاَشَى تدلّتْ 

على أفقٍ ذابلٍ . 

و الوقتُ منتصَفٌ إلاّ  انكسارا بطيئا

ويكتملُ الموعدُ الناقصُ

 ِو يَنشُف نَزْفُ الخُرافة قبل المساء   !

و أسرابُ دودٍ نحيل تهيجُ و تزدرد الشمسَ و الظلّ في وجبةٍ من أناة!

الرجالُ على حافّةِ الحلم دونما هدف يفتلون سجائرَهم بافتنانٍ و صبْر ركيك!

 و حُجومُ المسافة دونما ريْبٍ مُقَدَّرَةٌ بالدّخان.. 

و الرّمادُ يُذَرَّى على مهَلٍ في مدار الرياح العجول!

هُمُ انتَبهوا إلى خللٍ في المواقيت

 و لا يهتدون كيف تُدار شؤونُ البداية

  و كيف تُقاسُ طقوسُ الختام! !

و النساءُ هناك تشتّتْن مثلَ الفَراش

 انتثرْنَ على زهَرٍ خَبّأَ أسرارَهُ في الرحيق 

الضّنينِ و في حِزَم الشوك 

و يَحْلُمْن بالعسَل الوامض بالصفاء 

 يُهرّبْنَ آخر قُبلةٍ في صُرّة الذكريات

 و أوّلَ تنهيدةٍ في سيرة الحُزن 

والامّحاء  !

و الدّربُ حارنةٌ في المكان تُطيل المكوثَ انتظارا لمَنْ يحذق الركضَ 

دونما كَبْوةٍ و لُهاث!

جُلّنا يُتقن الركضَ أعورَ في المَدَى

 جلُّنا يُدرك  الشّأوَ يلهثُ

 بين قيامٍ و كَبْوٍ معا!

و القصيدةُ في شهرها السّابع

 تبحث عن شاعر نادر يجتثُّ مولودَها من شظايا الخيال بأشجانه النّاعمة

 و يُلقي به في مِحَكّ الكلام! 

و البلادُ و سُكاّنُها يائسون 

و الكُلُّ ماثلٌ في الجحيم وممتثِلٌ للفُجَاءةِ و الانتشال ( فراديس تُهْدَى جُزافا لأخلافنا الآثمين) ! 

أنا و  - و ياللغرابة _ لا أشعر بغير الغرابة  و الخِزي

أطعنُ الدّهرَ في خِصره

 و أخطّطُ تصميمَ وشْمٍ على ليلِه

 عَلَّ فجرا يرسم بالعُواء البزوغ .

____________

-سيف. د. علوي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

(( وعود وأشتياق حنين وأغترآب))...ياسر الشابورى

🌠كلمات لا كالكلمات د. نوال حمود