خيط سِرّيّ...سيف الدين علوي
خيط سِرّيّ
و قد أطلب أن تَغْدِي أحلى صديقاتي
و أعذبهنّ
من غير أن نتراءى عن كثب
ذا يعني أنّ خيطَ الإعجاب المَخفيّ
يُذبذبُ بالسرّ الذي لا يفهمه كلانا ..
لستِ مطالبَةً حينئذ بالردّ
ما لم يرتعشِ الخيطُ السرّيّ
و مالم ينتفضِ الزغَبُ الأنعَمُ
و رُويْشاتُ الأجنحة في الدّاخل
و ما لم تبدأ روحُك تَكْسِر كلّ شرانقها واحدة تلو الأخرى
فتتماثل للطيران ضمنَ سماءٍ شاهقةِ الصّفْو !..
و قدْ يومض برْقٌ لي بفضائك
أو أدناها- يُنبئُ بإشارات الومْض
فذا يعني أنّي عمّا قليل أُزجي الغيمَ
َو أهيّئ غَيْثا خصْبًا لحقول جُرُزِ عَجفاء!
و إذا لمْ تهتزَّ حدائقُك و تستقبل أمطاري
فلستِ مطالبةً حينئذٍ بالإزهار
و لا تكترثي بتفتيقِ براعمِك الحُبْلى
و رشرشةِ العطر على ما يذبُلُ
في الحسّ و في الرّوح !..
فعندَ حدائقَ أخرى سينهمر الماءُ أنهارا من عسل و خمور
وتغرورق أغصانٌ
و تصحو أعشابٌ و تنزّ سيول
أو يتمطّى نهرٌ كسلانا صوبَ مروج
..الحلم
ُو ينعتقُ السَّفحُ من كِبْر القمّةِ
في الرّبَوات ! ...
ِربّتما يُصْدي صندوقُ بريدِك
إيقاعَ رسالاتي و ترانيمَ النصِّ القادمِ
من جهتي( النصُّ القادم نحوك منّي بُشْرَى و خارطةٌ تعلّمكِ إعادةَ فهم الحُبّ و فتْح الرّوح على جوهرها ! )
ما لمْ تستعجلْ عيناك قراءَةَ شوقي
و يسارع أنملُكِ ضبطَ الردّ
و أشهدْ أخطاءً شتّى في الرّسْم اللغويّ دليلَ الرفّةِ في القلب
و الرّبْكةِ في الذهن ! ..
فأنت إذن لا تُسكرك تراتيلُ بريدي
و لا يُنْشيكِ نشيدُ حروفي الولْهَى
و لا تنفعلين برقص اللهفة في الآفاق
عن بعد فراسخ أو أميال !..
أوَ لا يمكنُ للحبّ أن يتحرّك عن بُعدٍ
أن ينموَ في واحةِ مخيالٍ حرّ
أو يصهلَ في غابات الحلم!!!
إذنْ حينئذٍ، لا تنشغلي بي..
لا تلتفتي نحوي..
لا تختلقي حزمةَ أعذار تافهة
و انطفئي دون بزوغ ثان .
_________
سيف.د.علوي
تعليقات
إرسال تعليق