اشتياق//بقلم أ. جاسم عبد الرحيم الهيازعي

 اشتياق

---


1


وَتُرِيدُنِي مِنْ لَحْظَةٍ أَشْكُو عُيُونَكَ مَا جَرَى،

أَوْ أَرْتَمِي مُتَعَلِّلًا كَالطِّفْلِ يَحْلُمُ بِالْكَرَى؟


وَعُيُونُ أَحْلَامِي بَدَتْ لَيْلًا جَمِيلًا مُقْمِرًا،

وَالنَّاسُ تَجْفُو خِلْقَتِي، شَخْصًا حَزِينًا مَا يُرَى.


هَلْ فِيكَ بَعْضُ مَشَاعِرِي حَتَّى تَرِقَّ وَتَشْعُرَا؟

وَاللَّيْلُ هَمٌّ أَسْوَدٌ، وَالْقَلْبُ بَاتَ مُحَيَّرًا.


هَبْنِي بِقُرْبِكَ سَاعَةً حَتَّى أَذُوبَ وَأَسْكَرَا،


وَنَوَافِذِي مُحْتَاجَةٌ،

 تَبْكِي وَتَهْمِسُ لِلْقَمَرْ.


وَجَدَاوِلُ فِي غِنَوَتِي 

وَالْوَرْدُ يَضْحَكُ لِلْنَّهْرْ،


وَأَنَا بِقُرْبِكَ غَيْمَةٌ،

 وَاللَّحْنُ هَمْسٌ مِنْ مَطَرْ.


---


2


كُلُّ الْمَشَاعِرِ خِلْتُهَا تُبْدِي احْتِرَاقًا مُحْزِنًا،

وَالرُّوحُ تُبْدِي سَاعَةً نَبْضًا عَلِيلًا هَاهُنَا.


مَا كَانَ يَعْرِفُ مَا الْهَوَى حَتَّى تَعَذَّبَ مُوقِنًا،

كُن طَيِّبًا فِي عِشْرَتِي، مَا عَادَ قُرْبُكَ مُؤْمِنًا.


تُبْدِي وَتَجْفُو لَحْظَةً، مَا كَانَ وَصْلُكَ مُمْكِنًا،

فَمَتَى تَرِقُّ لِأَرْتَوِي؟ وَالضُّرُّ بَعْدَكَ مَسَّنَا.


ان الْمَحَطَّاتِ الَّتِي

 رَسَمَتْ عُيُونَكَ وَالسَّفَرْ


رَاحَتْ تُغَنِّي سَاعَةً

 عِنْدَ اشْتِيَاقِ الْمَنْحَدَرْ،


وَبَلَابِلٌ فِي رَوْضِهَا

 تُبْدِي الْعَوَاطِفَ بِالْأَثَرْ.


---


3


قُلْ لِي لِمَاذَا جَفَوْتَنِي وَتَرَكْتَنِي أَشْكُو الْهَوَى؟

وَتُرِيدُ مِنِّي رِقَّةً حَتَّى تُقَاسِمَنِي الْجَوَى؟


وَاللَّيْلُ بَاتَ يَضُمُّنِي هَمًّا كَبِيرًا يُكْتَوَى،

لَوْ كَانَ ثَغْرُكَ هَا هُنَا، عَطَشٌ بِقَلْبِي لَارْتَوَى.


طَيْفُ احْتِمَالِكَ لَمْسَةٌ تُبْدِي بِقُرْبِكَ مُحْتَوًى،

كَالنَّجْمِ أَحْمِلُ لَهْفَةً بَاتَتْ تُحَارِبُهَا النَّوَى.


إِنْ كَانَ وَصْلُكَ لَحْظَةً، نَبْقَى نُعَمِّقُهَا سُوًى،


هَذَا الْهَوَى فِي خَاطِرِي،

 نَبْضٌ جَمِيلٌ وَقَدَرْ.


وَعَلَى مَحَطَّاتِي بَدَتْ

 لُغَةُ الْمَحَبَّةِ تُبْتَكِرْ،


وَالْعِشْقُ عَيْنُ طُفُولَةٍ،

 وَاللَّيْلُ أَحْلَامٌ أُخَرْ.


---


4


مَا زِلْتُ أَحْمِلُ عَاشِقًا قَلْبًا جَمِيلًا مُنْصِفًا،

يَهْوَاكَ رَغْمَ جِرَاحِهِ، جَمْرًا حَثِيثًا مَا انْطَفَى.


قَدْ كَانَ لِي مِنْ بَعْدِهِ نَبْضٌ ضَعِيفٌ، وَاخْتَفَى،

هِيَ غَايَةٌ فِي حَاجَةٍ، كَيْفَ احْتِمَالُكَ وَالْجَفَى؟


لَوْ قُلْتُ: هَذِي مُهْجَتِي، خُذْهَا بِشَوْقٍ، مَا اكْتَفَى،

شَوْقٌ كَبِيرٌ هَدَّنِي، فِي الْقَلْبِ طارَ تَخَوُّفًا.


وَيَزِيدُنِي هَذَا الْهَوَى، أَثَرُ انْتِظَارِكَ يُقْتَفَى،


الصَّوْتُ لَحْنٌ خَالِدٌ،

 فِيهِ الْمَحَبَّةُ تَحْتَضِرْ.


وَمَوَاطِنُ لَا تَهْتَدِي، 

وَالضَّوْءُ خِيمَ بِالنَّظَرْ،


وَعَلَى الْمَوَائِدِ وَرْدَةٌ،

 وَالْقَلْبُ يَكْتُبُ مَا نَدَرْ.


---جاسم عبد الرحيم الهيازعي 

العراق بغداد 

بقلمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

(( وعود وأشتياق حنين وأغترآب))...ياسر الشابورى

🌠كلمات لا كالكلمات د. نوال حمود