أحيانا يدخل حياتك أشخاصٌ ليس بمحظ الصدفة... وإنّما القدرُ ساقهم إليك.... فيغيّرونها..
ويُضفون عليها من عبق عطرهم.... لتزهرَ ورودكَ.. وتشرق شمسك... ويضحك ثغرك.. فتتسلّل أنفاسهم إلى أعماقك... تشعر بوجودهم.. تتعلّق بهم... تبتسم روحك لهم... لسانك لا ينطق إلاّ باسمهم... تحادثهم وكأنّك تعرفهم دهرا
.تمازحهم وكأنّك التقيتهم عمرا... ثم فجأة يغيبون عن عالمك..ويتركون فراغا لا يمكن ملؤه...وصدعًا يصعب ترميمه... وشرخًا يستحيل إصلاحه.. غيابهم صار غصة لا تُهضـَم... جرحا لا يندمل... ندبا لا يزول... دمعة لا تجف.. تحاول أن تتعوّد على غيابهم.. تُقنع نفسك أنّ حياتك معهم لم تدم سوى لحظات.. ثم تتراجع حين تدرك أنّها تعادل عمرًا... تبحث عنهم في حروفك.. التي لم يقرأوها... في رسائلك التي لم تصلهم... في صوتك الذي لم يسمعوه.... في اشتياقك الذي لم يشعروا به... في حزنك الذي كنت تداريه... في نبضات قلبك التي كنت تُسكِتها... في صمتك ووحدتك...بعيدا عنهم لأنّ كبرياءك لا يسمح لك أن تتعدّى حدودك... عزة نفسك تأبى أن تُظهر انكسارك .. تتساءل في صمت ما هذا التعلق؟ ما هذا التّشبث؟ أهوّ المنتصف المميت..؟. لا جواب.
مداخلة بعض الأدباء
عبد الحميد عبود
أحيانًا يضعك الله
في طريق شخص ليُشفى بك، ·
اعتنوا بالأشخاص
الذين تحبونهم حقًا. ·
أحيانًا تُبارَك حياتنا
بأشخاصٍ رائعون
لطيفة يونس
تأتي أرواح فجأة
تزرع فينا الحلم والضياء
يضيئون لحظاتنا كالنجوم
ثم يغيبون في صمت السماء.
يتركون خلفهم فراغات عميقة
وجراح لا تندمل
لكنهم في القلب باقيين
وفي الذاكرة كأصداء تُحاكي الروح
يعلّموننا أن الحبّ ليس ضعفا
بل قدرة على التعلق بأرواح تمر
حتى لو كانت لحظاتهم قليلة
تبقى الذكرىةولا تغيب
نبحث عنهم في الصمت
في نبضات قلب كان يطرب لسماع أصواتهم
وفي لحظات سرقها الغياب
لكننا نعلم أنهم هنا
بكل حبّ لا يزول
ولا يقبل الوقوف بالمنتصف
رهين الماضي
نحن لسنا كغيرنا..
فنحن ولدنا مرتين..
ليس خرقا لقانون الطبيعة
انما الواقع جعلنا بعد ولادتنا من الأرحام.. وُلدنا مرة اخرى من بطون التجارب، من العلاقات والمعاملات،، فكم زجت بنا نوايانا في المآزق،، وكم جنينا من نعيم في ظل الصداقة الصادقة والأخوة الشريفة النزيهة المتنزهة عن المصلحة والدنايا..
غير اننا في كثير من الأحيان تأتي نقطة النهاية كبصمة سوداء يُعتم عندها كل شبر مسحنا عنه بأيدينا ليكون براقا فيرده باهتا تارة ويجعله اخرى في طي العدم..
رقية حسين
هم من يدخلون حياتك كأنهم نسمة من القدر،
يزرعون فيك ألوانًا لم تعرفها روحك من قبل،
ويغادرون فجأة، تاركين خلفهم فراغًا يوجع أكثر من أي جرح.
لكن الألم هناك ليس ضعفًا، بل شهادة على أنك شعرت بعمق…
على أنك كنت حقيقيًا، مُعطيًا بلا حدود، عاشقًا بلا حساب.
الفراغ الذي تركوه ليس نهاية، بل صدى لوجودهم فيك…
لكنه أيضًا دعوة لنضوج قلبك، لتقدّر نفسك أكثر، وتفهم أن بعض الروح لا تُمسك باليد…
بل تُحتفظ في الصمت، في الذكرى، في نبضك الذي تعلّم الحب من جديد بعد كل رحيل
تعليقات
إرسال تعليق