حكايةُ أُمّي..د. أسامه مصاروه
حكايةُ أُمّي
كنْتِ يا أمّي هنا قبلَ الجُدودِ
قبلَ حتى بدْءِ تاريخِ الوجودِ
كنْتِ أمَّ الأرضِ في كلِّ العصورِ
لا تُبالينَ ببرقٍ أو رُعودِ
كنْتِ رمزًا ومثالًا للصُمودِ
لِمَ لا إنْ كنتِ منْ نسلِ الخُلودِ
قدْ أبيْتِ العيْشَ في وحْلٍ وطينِ
ورفعْتِ الرأسَ ما فوقَ النُجودِ
يا ابنةَ الدهْرِ وَمِنْ عصرٍ جليدي
يا ابنةَ الشمْسِ وَمِنْ عهدٍ حديدِي
كمْ منَ الأقوامِ جاءتْ ثمَّ ولَّتْ
كمْ مِنَ الأجنادِ أيضًا والحُشود
كلُّها دانتْ ولوْ بعْدَ قُرونٍ
وَأُلوفٍ منْ ضحايا وَشُهودِ
فاسألوا الفاروقَ عنهم وَصلاحا
في الوغى والسلْمِ كانوا كالأسودِ
قدْ أُصِبْنا ويحَ قلبي بالجمودِ
وأُصِبْنا بعدَ مجدٍ بالركودِ
يا شعوبًا في هوانٍ مستمرٍ
أنتُمُ الأحياءُ لكنْ في اللحودِ
بئْسَ مَنْ يحيا ذليلًا كالعبيدِ
ساكِتًا عن حاكِمٍ فظٍّ مريدِ
هوَ أيضًا لا يساوي غيرَ صِفْرٍ
عِند وَغدٍ يكرهُ العُرْبَ حَقودِ
عندهُ نحنُ كحُمْرٍ أو كَسودٍ
بيْدَ أنَّ الوغدَ مصّاصَ الوَقودِ
إنْ أتانا مع نهودٍ ثائراتٍ
يأتِنا أيضًا بسيفٍ وعُقودِ
فَنلاقيهِ بِطَبْلٍ وَغِناءٍ
وَبِرَقْصٍ مِنْ زعاماتِ الوفودِ
وكنوزٍ حُرِمَ الأعرابُ منها
وَصَبايا بِنَشيدٍ ووُرودِ
فهنيئًا لِرجالاتِ النُهودِ
وهنيئًا لِشعوبٍ في القيودِ
وهنيئًا لِكروشٍ ساقطاتٍ
وكلابٍ من عقيدٍ أوْ عميدِ
لا يُجيدونَ سوى بذلِ الجهودِ
في ركوعٍ لعدوٍ بلْ سجودِ
فهوَ الحامي لنذلٍ فوقَ عرشٍ
وعدوٍّ غاصبٍ جدًا لدودِ
لا تخافي أُمَّنا رُغْمَ الحُدودِ
رُغمَ جهلٍ بلْ وإذلالٍ شديدِ
سوفَ نرقى للمعالي سوفَ نحيا
دونَ ذلٍّ أو هوانٍ من جديدِ
أنْتِ أُختي وابْنَتي بلْ وَأُمّي
دائِمًا كُنْتِ على مرِّ العُهودِ
رمْزَ حُبٍّ وسلامٍ ووِئامٍ
في زمانِ الْمَجْدِ أيامَ الرَّشيدِ
أمَّنا قدْ كُنْتِ مسْرًى للرَّسولِ
كُنْتِ للْعَلْياءِ دوْمًا في صُعودِ
قدْ سلاكِ الْعُرْبُ يا أُمّي وَذَلّوا
لِحَقودٍ وجحودٍ وَحرودِ
لا تخافي لنْ تهوني لن تَظَلّي
تحْتَ أقدامِ أَفاعٍ أو قُرودِ
لنْ يدومَ الظُلمُ في أرْضٍ تحدّى
أهْلُها بطْشَ ذِئابٍ أوْ جنودِ
د. أسامه مصاروه
ا
تعليقات
إرسال تعليق