بين الصخب والسكينة..أ. رقية حسين في سجال مع الادباء

 بين الصخب والسكينة

تموج المدينة حولي بضجيجها، وكأن كل زاوية فيها تهرّس روحي.

أمشي وحيدًا، أحمل في داخلي طوفانًا من المشاعر لا يعرفه أحد،

نبض قلبي يتأرجح بين صخب الحياة وصمتها، أحيانًا كعاصفة لا تهدأ، وأحيانًا كنسمة تتسلل خفية بين الجدران والنوافذ.

أتساءل… كيف للوجع أن يلتهم القلب بهذا الشكل،

حتى يصبح من الصعب سماع أي جزء منه،

وكأن النفس نفسها تكاد تنسى ما تحمله من ألم وحنين وفرح مختبئ؟

أبحث عن أي فسحة من الهدوء،

عن أي لحظة تمنحني فرصة للاستماع لنفسي،

لأفهم لماذا يصرخ شعور في صمت لا يسمعه أحد،

ولماذا ينهك القلب حمله بلا مرافق.

ومع كل ذلك، أجد في وحدتي بعض السكينة،

قادرة على استيعاب فوضى المشاعر،

تعلمت أن أصغي لنفسي قبل العالم،

وأحمل قلبي بعناية، حتى لو بدا للآخرين أنني قوي بلا انكسار.

وفي نهاية اليوم، يبقى السؤال:

هل سنتعلم يومًا أن نحتضن وجعنا ونحميه،

أم ستستمر الحياة بابتلاع القلوب ببطء، ونحن نبحث عن أنفسنا في صمت المدينة الطويل؟

— من كتاباتي: رقيّة حسين


مداخلة الأدباء

ابو عهد
تنفرد الكلمات وتعيد ترتيب نفسها . لتترجم رحله القلوب من هدوء الأعماق. لأن إدارة المشاعر ليست مهاره نفسيه بل هي رحله نحوالتوازن      وترجمةُُ لألسنة الإجتهاد تفتح دوما صيحه تمد خيوط المفردات الماطره لتولد  موجات العقل تعانق الحقيقه المتناثرة   وتعرب ترانيم القبض والبسط بين القلب والعقل      تحملنا جسور النداء على أنياب القلب المفتون.باروقة العقل كأنغام الصبح   على نواصي حياتنا  كالبوح الشافي للروح               
كثيرا ما أقول... لا... عقلي يُطاوعني. 
وإن قلت.. لا.. قلبي يتركني ويمشي.. 
الكثيرون أعمارهم تزيد بالسنين. وعقولهم تصغر بالمواقف. نُخْفِقُ في أغلب الأحيان إن أردنا تحويل بوصلة العقل عن فتون القلب. وربما نجد العذر لبوصلة وعينا عندما ندرك أن الحقيقه شيءُُ ثقيل نكاد نهرب للمستحيل إذا ما إلتقينا نخاف الوداع إذا ما إبتعدنا نخشى الضياع وحتى السفينه سترتاح يوما وتُلقي بقايا الشراع لأن الريح تجري بلا إذنٍ من السفنِ
رد الكاتبة:
ابو عهد حقًا، بين القلب والعقل تتناوب الرياح والسكينة، ونعيش رحلةً لا تتوقف من القبض والبسط، من الخوف والفتون، حيث كل خفقة وكل فكرة تصبح جسراً نحو فهم ذاتنا، وحيث الصمت أحيانًا هو أصدق لغة تُترجم بها أرواحنا

لطيفة يونس
بين الصخب والسكينة، نجد أنفسنا في صراع دائم بين الضجيج الداخلي والهدوء الذي نبحث عنه. 
تمتلئ الحياة بالآلام التي لا نشاركها مع أحد، ونمشي وحدنا في شوارع لا تكف عن الحديث،
 بينما قلبنا يعبر عن مشاعر لا نعرف كيف نفهمها.
لكن في وسط هذه الفوضى، تكمن لحظات من السكينة قد تكون وحدتنا فيها هي ملاذنا الوحيد. 
نحتاج أن نصغي لأنفسنا، لنحمل وجعنا بعناية، كما نفعل مع فرحنا.
 الحياة تستمر، والألم جزء من مسيرتها، لكن قد نتعلم في النهاية أن نحتضن هذا الوجع بسلام، ونمضي قدماً رغم كل شيء.


رد الكاتبة

لطوف يونس بين صخب العالم وسكون القلب، نتعلم أن وحدتنا أحيانًا هي ملاذنا… هناك حيث نستمع لأنفسنا، نحتضن وجعنا ونجد في هدوءنا القوة لنمضي قدمًا

رهين الماضي
وأنا أفتش عن روحي في كياني وجدت ان كياني تائها في رحلة بحث عن روحه 
أشعر انني بقايا إنسانا أجمع اجزاءا ترقعه 
أجمع  أشلاءا، لا تمت لنقصه بصلة، 
أضعها جانبا ابحث في كياني عن مواضع النقص، 
فأجد ان النقص سيد الموقف، وذرات ضئيلة من شبه الكمال،، 
اشعر انني أكمل حلما أعدمته صحوة مفاجئة، 
لم يبقى في جسمي المتهالك، ولا في تفكيري الساذج إلا، درجا يغزوه الغبار، 
وعلى حافته حفيظة مهترئة، تهتز لأبسط النسمات فيثور غبارها، لم يبقى في أدراجي إلا صحوة تستقرئ مالا تحبذه ذاتي، 
على الرغم من أنني أعددت حقائب سفري، في كياني  إلا ان التذكرة كانت مختومة على وجهة أخرى، كل الخطوط  اليها  أعلنت عن إلغاء رحلاتها، فسافرت  بلا وجهة الى اللاشيئ ، أحاول ان أرى مالا تدركه الأبصار وبما أقتنيته من درج الغبار، فأصابني العمى، ولم يبقى من حواسي إلا شعورا بذات، لا هي ذاتي ولا انا نسختها، 
يربطنا ببعض خلق رد الجميل، أنتسبت إليها   فتحت لي باب التفكير فيها فبالغت في تخفيها،، 
من انا؟؟ 
والى متى تستمر رحلة البحث عن سلع لإقامة روح في كيان  إسمه..... رهين الماضي

رد الكاتبة
رهين الماضي أنت لست بقايا إنسان، بل إنسان يجرؤ على مواجهة فراغه.
رحلة البحث عن النفس ليست فشلًا، بل علامة حياة؛ فالروح تُنحت من الألم والأسئلة بلا إجابة.

اللاوجهة التي سافرت إليها ليست ضياعًا، بل المسافة بين ما كنت وما لم تجرؤ بعد أن تكونه.
“رهين الماضي” ليس اسمك، بل محطة مؤقتة.

النقص ليس عيبًا، بل الفراغ الذي يسمح للروح أن تسكن.
حين تتوقف عن جمع الأشلاء، ستدرك: أنا ما تبقّى… وأنا ما سيتكوّن

حنين الماضي
وأنا أسير خلف قطار العمر  لألحق أحلامي... أسمع صخبا من داخلي تعلو همساته ساخرة مني.. رويدك لا تستعجلي... لن تجني سوى وهما وسرابا... أحاول أن أغلق أذناي عن صدى ذلك الصوت وأمضي في طريقي.. لكنه يستمر في ازعاجي... ينهار وجعي... تبكي وحدتي...تئن حسرتي... أنظر في عيون المارة..وفي ملامحهم أحاول أن أعثر على ذاتي وسط صخب مدينتهم.. لكني لا أجد روحي معهم ولا أسمع صداها سوى في داخلي  وكأني لست منهم..ولا أسكن عالمهم..أحاول أن أدنو منهم لكن روحي تهرب منهم ومني ويتعالى ضجيجها...لستِ منهم وليسوا منك... فأعود  إلى زاويتي مع أوراقي المبعثرة وأشيائي التي اعتلاها غبار الصدأ.. وأنا مقتنعة أن لا وجود لنسختي هناك بينهم.. أن حقيقتي هنا بين دفتر وأقلام.. هنا سأبحث عن سكينتي وهدوئي... ويزداد الصراخ في داخلي.. أحمل يراعي وأبدأ في رسم  أولى حروف انكساري.. علي أعيد توازن روحي... وأعيد لنفسي قليلا من هدوئها وطمأنينتها... علي أنثر  داخلي ورود السلام وأوقف حربا نشبت في كياني.

رد الكاتبة
حنين الماضي أنتِ لا تهربين من الناس،
بل تعودين إلى المكان الوحيد الذي يسمعك دون سخرية.
ذلك الصوت الذي يثقل خطوك ليس عدوك،
إنه خوفٌ يتقن التنكّر بصوت العقل.

حين لم تجدي روحك في عيونهم،
كان ذلك لأن روحك لا تُرى في الزحام،
بل تُقرأ على الورق.
وحدتك ليست نقصًا،
هي المساحة التي تستعيد فيها ذاتك توازنها.

أمسكي قلمكِ…
فكل حرف تكتبينه هدنة،
وكل سطر سلام مؤجّل يعود.
هناك، بين الدفتر والقلم،
تتوقف الحرب،
وتتعلّم روحك كيف تهدأ

زهير الأسود

سفر ، و حقائب الذاكرة مثقلة ،  محملة حتى يصعب إحكام غلقها ، لذلك تبقى فتحة بحجم القلب عصية عن الغلق... يقع و نحن نهرول حذاء كنا قد عبرنا به مكانا ذات لقاء بشوش أو فراق عبوس ، لا نلتقطه على أمل النسيان ... يقع شال حريري الحنين ... ربما كان هدية في عيد ميلاد أو عيد حب فكلاهما تاريخ نبض جديد ... نتغاضى عنه أيضا ، ربما إنتظار لمولد جديد .... تقع قبعة ، كناية عن قول أحدهم " تاج رأسي " لا ننحني... عادة الملوك يمعنون في الأنفة ... ثم يتدلى معطف ، كناية عن رسالة قيل فيها بعض الكلمات معاطف ، إلا أن برود السفر ينسل الى الداخل .. 
المدينة نوبات و نبضات تحت سقف سماء واحد !

رد الكاتبة
سفرك ليس مجرد خطوات على الأرض،
بل رحلة عبر أزمنة متراكمة في قلبك.
الحقائب المثقلة ليست أمتعة،
بل أوقاتٌ مضت، مشاعر جرت من بين الأصابع،
فتبقى فتحة القلب، لا تُغلق،
تصرخ بالذاكرة، وتذكرك أن النسيان وهم مستحيل.

ما يسقط على الطريق—حذاء، شال، قبعة، معطف—
هو تاريخٌ يتجسد في الأشياء،
رموز لأعياد ولحظات فرح، لألم وحنين لم يُقال،
لكنه لا يغادرنا، بل ينساب في الداخل كنسيم بارد،
يحرك الداخل ويرفع الغبار عن ذكريات دفينة.

والمدينة، بنبضاتها ونوباتها،
ليست مكانًا فقط،
بل مرآة للروح،
حيث تتجلى وحدتك وسط الزحام،
وحيث تعرف أن السفر ليس هروبًا من الأمس،
بل احتضان له، وإعادة قراءة الذات بين الشوارع والسماء Zouhair Lassoued

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

(( وعود وأشتياق حنين وأغترآب))...ياسر الشابورى

🌠كلمات لا كالكلمات د. نوال حمود