رضـيع...د. أسامه مصاروه

 رضيع


رضيعٌ دونَما أُمٍّ...وما للْعُرْبِ مِنْ عِلْمِ

أنا لا أعرِفُ الشَّتْما...وَمجبورٌ على الشَّتْمِ

حليبي كانَ مِنْ أمّي...وَيُتْمي منْ لَظى الْخَصْمِ

وَمِنْ عُرْبٍ بلا قلْبِ...حليبي صارَ كالسَّمِّ

مِنَ الحُكّامِ لمْ نَنْهلْ...سِوى الإذلاِلِ والظّْلْمِ

فَهُمْ للْغَرْبِ خُدامٌ...بِلا شَكلٍ ولا اسْمِ

فقوْمُ الْعُرْبِ قدْ صاروا...كما الأشباحِ والْوَهمِ

بأعْدادٍ هُمُ الْكُثْرُ...فقطْ بالْجَهلِ والْكَمِّ

أنا أشكو مِنَ الْقَهْرِ...وَمِنْ ذُلّي وَلا جسْمي

نحيفٌ ليْسَ مِنْ جوعٍ...ولكنْ مِنْ مدى صوْمي

صَغيرٌ إنَّما عِزّي...كما الأهرامِ في الْحَجْمِ

لذا قلبي بلا زجْرٍ...لأعرابٍ ولا لوْمِ

فَما للوْمِ مِنْ نفْعٍ...لدى قوْمٍ بلا عَزْمِ

بلا عَزٍّ ولا فخرِ...ولا جِدٍ ولا حَسْمِ

وأُمّي حينما ماتتْ...تُرى ماتتْ مِنَ الْغَمِّ

وقبلَ الْموتِ لمْ يحْمرْ...لَها خَدٌّ مِنْ اللَّطْمِ

أبي أُمّي متى ماتا...بدا لي المَوْتُ كالنَّومِ

وقوْمي رُبَّ مِنْ رُعْبٍ ...مِنَ الْحُكّامِ في كَتْمٍ

فلا الإفصاحُ مسموحٌ...إذِ الإفصاحُ كالْجُرْمِ

لبيتٍ أسْوَدٍ دانوا...وبالتقبيل واللّثمِ

فقومي يعشَقُ الْجِنسا...وبيضَ الْوَجْهِ واللّحْمِ

فَمِنْ ذَبْحٍ إلى طَبْخٍ...وَمِنْ نَهْشٍ إلى قَضْمِ

فَلَحْمُ الْمَرأَةِ الْبِكْرِ...لَدَيْهِمْ ليْسَ للشَّمِّ

وَلَحْمُ الشُّقْرِ للْعُرْبِ...لذيذُ الذَّوْقِ والطَّعْمِ

لِذا لَحْمي الْفَلَسْطيني...لدى قَوْمٍ مِنَ الصُّمِّ

كَريهًا ليْسَ مرْغوبًا...ومَطْلوبًا لدى الْبُكْمِ

وما حظّي مِنَ الْعُرْبِ...سِوى الإحْباطِ والشُؤْمِ

لذا موتي لهمْ حَلٌّ...وَحِلٌّ مِنْ عُرى الذَّمِّ

وللْأَعْداءِ لي قوْلٌ...خلاصي مِنْكُمُ حَتْمي

د. أسامه مصاروه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

🌠كلمات لا كالكلمات د. نوال حمود

(( وعود وأشتياق حنين وأغترآب))...ياسر الشابورى