حائرة ..بقلم مراد ماني مع مداخلات لبعض الأدباء

 نظرة.. حائرة 

بقلم:  مراد ماني 


المرأة نصف المجتمع...أليس كذلك ؟؟ 

فهّلا أنصفتم هذا النصف المزعوم ! 

وتداركتم صورتكم المعكوسة عليه  

أثار فضولي منظر امرأة أراد لها القدر أن تعيش

طليقة عقلها

طليقة  أهلها 

طليقة قلوب رحيمة تحنو  عليها 

أمعنت النّظر فيها.. 

وانهمرت شلالات  من الأسئلة حول هذه المخلوقة وغيرها..ممن افترشن الأرصفة 

والتحفن السماء ، ولكم ان تتساءلوا... 

أما يقولون  لا تضرب المرأة ولو  بزهرة! 

ضُربت المسكينة بالحديد والنار  

واحدة من بين المئات  اللّائي يفترشن رصيف الحياة..

ويتخذن الجوع مأوى لهن..

قابعة على أسرّةِ الرّياح..

تتدثّر الصقيعَ.. في غياهبِ الحِرمان،،،

تتأبّط الجوعَ في سراديب العراء،،،،

دون ماء، دون  غذاء، 

تتسكع بين الأزقة...

ضائعة، نقشت الأرض بآثار  قدميها الحافية. 

راجلة فوق الحصى،،،

تلعق الكرب والبلاء،،،،

وليس لها غير صرخات تئن، ودموع تُعجن من حمرة الخدود،،،،

لعل فجرا يُشق من عباب ثقوب حياة داكنة، ليوقد فتيل روحها مدافئ شتاء في براري العوز.

ذابلة في معبد روحها، لم تلق ماتسد  به جوعها 

نظراتها للكل مقاطعا من عتاب طال أمما وأجناسا 

كلافتة كُتب عليها أنا إنسان يا من تجردتم  من إنسانيتكم!! 

تقاوم مصيرها بعقل مفقود، فهّلا رحمتم يا أولو  العقول 

اللهم كن معهن ولا تكن عليهن وسخر لهن من عبادك من يأخذ بأيديهن وازرع رحمتك في قلوب من مر بهن


أطياف الخفاجي ردا عالخاطرة

"يا صاحبة النظرة الحائرة، لم تكن آثار قدميكِ الحافية على التراب مجرد عبور، بل كانت توقيعاً على صكّ إدانتنا جميعاً. نحن الذين نملك العقول، فقدنا "بوصلة الرحمة" في زحام الشعارات.

لقد قلتِ بصمتكِ ما لم تقله المجلدات: إن "نصف المجتمع" ليس رقماً في إحصائية، بل هو روحٌ إذا جاعت، جاعَ الضمير، وإذا بردَت، تجمّدت مروءة الأمة. كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟ وكيف ندعي رقيّاً وصورتنا المنعكسة على وجهكِ المنهك مشوهة بآثار العوز؟

إن الفجر الذي تنتظرينه من ثقوب الحياة الداكنة، لا يشرق من الشمس، بل يشرق من يدٍ تمتد بصدق، ومن قلبٍ يرى في انكساركِ انكساراً للإنسانية جمعاء. صرختكِ المكتومة هي "اللافتة" التي يجب أن تُعلق في ميادين ضمائرنا: أنا إنسان.. فمن أنتم؟


لطيفة يونس ردا على الكاتب


ما كتبته يعبر عن ألم عميق ومعاناة كبيرة لامرأة تكابد الحياة في ظل ظروف قاسية، والواقع الذي تواجهه العديد من النساء في مجتمعاتنا، خاصة أولئك اللواتي يعانين من الفقر، التهميش، والعنف. تلك الصورة التي رسمتها لامرأة تعيش بين رياح الصقيع والحرمان تفتح بابا واسعا للتساؤل حول عدالة المجتمع وأين يقف من مسؤولياته تجاه أولئك اللواتي يعشن مهمشات

هناك تناقضات في المفاهيم التي تخص "الإنسانية" و "الحقوق" وكيف يمكن للمجتمع أن يظلم ويهمل هذا النصف المفقود،  للأسف، الصورة التي تصفها ليست محصورة في الخيال، بل هي واقع يعيش فيه العديد من النساء بل حتى الأشخاص الذين تتلاشى إنسانيتهم بسبب الظروف القاسية.

ورغم هذا الظلام، يظل الأمل موجودا في رحمة الله  

يمكننا أن نعمل من أجل تغيير هذا الواقع، حتى لو كان التغيير يبدأ من وعي فردي، ويداً بيد مع أولئك الذين يمكنهم إحداث الفارق.

الرحمة ليست فقط كلمات تُقال، بل أفعال يجب أن تتبع، يجب أن يكون لدينا القدرة على أن نرى البشر في كل زاوية وشارع، أن نرفع الصوت ضد التمييز، وأن نعمل على تحسين أوضاع الفئات المهمشة. "الإنسانية" لا تقتصر على الكلام، بل تُختبر في الأفعال التي تبني مجتمعا عادلًا.

اللهم اجعلنا من أولئك الذين يرحمون ولا يكونون سببًا في المزيد من المعاناة.


رأي دعاء السنباطي

يا أستاذ مراد وكأنك تتحدث عن امرأة من العصور القديمة..

المرأة الآن لا تحتاج من يتحدث عن آمالها وطموحاتها لأنها تستطيع أن تصنع لنفسها كيانها الخاص .

فإن وجدت مثل تلك الحالة التي تتحدث عنها فلابد من دراسة أبعاد موضوعها أولا ...لنجد لها حلا .


كان لفرح رأي آخر

صباح الخير 

من أوصل تلك المرأة لهذه الحالة؟ 

اين من يعولها؟ 

يجب ان نعرف الجاني 

اذا عرفنا السبب، وجدنا الحلول....


ابو عهد أدلى برأيه

المرأة  قصيدة لا تكتب ، بل تعُاش 

هي ليست مجرّد جميلة ، بل جمالها لغة تنطق بتاريخ ، تحمل في ملامحها هوية ، وفي حضورها أصالة لا تُشترى .

في عينيها لون الزيتون ، وعبق  وجمال الشفق وعمق بحار لا تهدأ .

نظرتها؟ دفء  في مساء شتوي ، وهدوء عند الغروب ، فيها سكون الحكمة وصدى الحنين .

بشرتها تُشبه أرضها ،، تكتنز شمس الحائر ونعومة نسيم المرافئ

ضحكتها ؟ مواويل جبلية، لا تُقلَّد، لا تُنسى ، تأتيك صافية كنبع ، نادرة كزهرة برّية في جبل الحياة

تمشي وكأن الأرض تعرفها، وكأن الورد خُلق ليتبع خُطاها.

وفي صوتها نغمة ملائكيه ، فيها حنان الأم ، ودهاء الحكيمة ، وصلابة الحرة التي لا تُنكسر .

المرأة لا تُختزل في ملامحها ولا كلمات الثناء عنها ، بل تُختصر فيها معاني التوازن ،

بين الجمال والحياء ، بين الكرامة والتواضع ، بين العفوية والذكاء ،

هي درس في الاتزان ، لا تفرط في حب ولا تستجدي كرامة .

هي مرآة وطنها ،، متجذّرة مشكاة الفجر 

شامخة كالسنابل  صامدة  ، عريقة كالتاريخ،

تكتب القزح بعيونها  وتحمله على كتفيها دون أن تشتكي .

في قلبها مدٌ لا ينتهي ، حب لا يشيخ ، وطن يسكنها أكثر مما ته.

هي أم الشهيد ، وأخت الفارس، وعاشقة لا تُساوم .

هي أنثى تُشبه الوطن ، موجوعة، ولكنها واقفة .

تبكي بصمت ، وتبني في الخفاء ، وتُحب كأنها تخلق الحياة من جديد .

 المرأة ، ليست أنثى فقط ، بل حضارة تمشي على قدمين


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

(( وعود وأشتياق حنين وأغترآب))...ياسر الشابورى

🌠كلمات لا كالكلمات د. نوال حمود