عن الشّباب // بقلم أ. معز ماني
عن الشّباب ...
الآن علمت لماذا
نسأل عن الشباب ..
ولماذا نهرب من الجواب
ونقيم للفراغ احتفالا ..
كنّا شبابا نملك الوقت كاملا
فبعناه لهوا وسمّيناه حلما وجمالا ..
نضحك كي لا نسمع خطوات العمر
وهو ينسحب من أعمارنا انسحابا ..
نرقص حول الغد كما تدار الطقوس
حول النار دون أن نبني دارا ..
حسبنا اللهو حرية وكان في الحقيقة
تدريبا طويلا على الغفلة والضياعا ..
جلسنا في مقاهي الانتظار نحلّل الكون
ونترك ذواتنا بلا معنى ولا اتّجاها ..
الشباب لم يكن زمنا ..
كان فرصة ناصعة أهدرناها سهوا وإهمالا ..
أجلنا الحلم إلى غد ..
وتركنا الغد يتآكل في أيدينا تآكلا ..
كنا نبرع في الكلام
ونفشل ببراعة في أن نكون أفعالا ..
الآن علمت لماذا
نسأل عن الشباب ..
لأن السؤال بقي حيّا
ونحن من متنا قليلا
قليلا ونحن نلهو عبثا ..
كنا نملك أجسادا
سريعة التعافي ..
وأحلاما ساذجة الطيران
فاخترنا اللهو ..
لأنه لا يطلب تفسيرا
ولا يحرجنا ..
قالوا استمتعوا
فاستمتعنا ..
حتى تعب الجسد
وبقي الفراغ ..
قالوا العمر طويل
فصدقنا ..
حتى قصر فجأة
دون سابق إنذار
ولم نملك شيئا ..
يا لسخرية الشباب
نخاف الشيخوخة
ونمارسها مبكرا
في التفكير..
نرفض القيود
ونعبد العادة ..
نثور على كل شيء
إلا على أنفسنا ..
كبرنا ..
ويغدو الندم
أكثر نضجا
من كلّ ما كنّا
نسمّيه شبابا ...
بقلم : معز ماني . تونس .
تعليقات
إرسال تعليق