ليلة سقوط الشرف ...معز ماني

 ليلة سقوط الشرف ...


في تلك الليلة ..

لم يغتل الشرف بسكين

بل بخطابٍ منمّق

ببيان لغويّ أنيق

يتقن ارتداء القفّازات

كي لا يترك بصمات ..

الكلمات ..

تلك التي أقسمنا يوما

أنها بريئة ..

تآمرت في الظل

بدّلت معانيها ..

مسحت العار بمنديل البلاغة

وسمّت الخيانة مرونة

وسمّت الصمت حكمة

وسمّت الانحناء ..

فنّ البقاء ..

حاصرت الشرف

من كل الجهات ..

من اليمين بكلمة مصلحة

ومن اليسار بعبارة واقعيّة

ومن الأمام بخطاب الضرورة

ومن الخلف 

بضحكة ساخرة تقول ..

ومن قال إن الشرف يطعم خبزا ؟

كان الشرف أعزل

لا يملك سوى معنىً قديم ..

وقاموس مهترئ

لم يحدّث منذ آخر ضمير ..

وقف في الوسط

كشاهد على جريمة

لم يعد القانون يعترف بها ..

قالوا.. لسنا ضدّ الشرف

نحن فقط نطوّره

نخفّف صلابته ..

نجعله صالحا للاستعمال العام

ننزعه من عنقه

هذا العبء الأخلاقي الثقيل

ونعلّقه على الحائط

كذكرى رومانسية ..

سقط الشرف

لا لأنه ضعيف ..

بل لأنّه بقي صادقا

في زمن تكافأ فيه

اللغة الملتوية

ويعدم فيه المعنى

بتهمة المثالية ..

وفي الصباح

لم يسأل أحد ..

من قتل الشرف ؟

الجميع كانوا مشغولين

بصياغة بيان جديد

يشرح كيف سقط

وهو وحده المذنب ..

لأنّه أتقن فن المقاومة ...

                          بقلم : معز ماني . تونس .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

(( وعود وأشتياق حنين وأغترآب))...ياسر الشابورى

🌠كلمات لا كالكلمات د. نوال حمود