نقطة مهجورة..ا. سيف الدين علوي
نقطة مهجورة
أفتّش عن مكان..
منذ عهد بعيد
أفتّش عن مكان يحتضن الداخل
يكنف الخارجَ و يختصر التجربة ..
ُلي بلدة حلوة! أرجّح..
و وطن أحلى أرجّح!
وفي سفح تلّة و عند أسفل جبال سامقة
مثل أعمدة الحزن في الرّوح
لي منزل فسيح نصف أنيق
يُطلّ على مسالك حميمة تأوي إليها خطاي كلَّ مَسيرٍ مُخفق !
لي مسافاتُ ركضٍغ و تطواف ضائع
في تضاريس بلا معالم و جغرافيا فارغة ضريرة ..
لي سيارةٌ عتيقة تُقلّني من طريق إلى أخرى.. تمنح تسكّعي بُعدَه الرومنسيّ
الحزين.. وتوفّر لي زمنًا صفرا من البركة..
لي حقولٌ شاسعة تفيض الخضرة بها
عن ضفاف الجمال بامتداداتٍ
لا تُحَدّ أو تكاد!
لي صفحة زرقاءُ ملساءُ مَلأى باحتمالات الغموض( واضحة لكنني أضفي عليها مَسحةَ غامضةً كيما تكتسي هالة السرّ! )
لي إناث جميلات نائيات لا يَحلمْن بي..
(لست ألومهنّ) أصمّم روحي ثوبًا لهنّ.
و أخريات يتهافتْن كالنّدى على زهرة ذاوية!(لست ألوم).
فقط أحاججهنّ ليفقَهَ عقلي سرَّ الغواية
و معطيات التّلَف!
و فظاعةَ العبث!
جُلُّ أمكنةِ الأرض و الحلم لي
و أنا بعد أفتِّشُ عن مكان يُلجِم الشغفَ
و يبذر حديقةَ القلبِ رضّى و سَلوى
وامتنان عميق !
في اتجاهيْن مختلفين
ما بين مقبرةٍ ومنفَى
كان الذهاب.
أمّا البقاء
فنقطة مهجورة.
____
-سيف.د.علوي
تعليقات
إرسال تعليق