(ياربَّنا فتكََ الجوى بمَريضِ) // بقلم أ. نادر أحمد طيبة
(ياربَّنا فتكََ الجوى بمَريضِ)
بالحثِّ لا يُشفَى وبالتحضيصِ
أوجاعُه بلغَت نقيَّ عِظامِه
فامنُن بلُطفٍ واسعٍ وعريضِ
كثُرت بهِ آلامُهُ وذنوبهُ
هبطت بهِ مِن شاهقٍ لحضيضِ
إلَّاك للمَقهورِ من يُرجى وقد
شُغِلَت عيونُ السُّوءِ بالتغميضِ
تلك المآسي الجائراتُ شجونُها
لا ليسَ يُحصَى جَورُها بقريضِ
يا ربّٰنا قلبي كنهرِ مواجعٍ
أحزانُهُ كوَت الخشا بمَفيضِ
جُدْ ربَّنا واصفحْ وسامحْ مُذنباً
مِن شَمسِ لًطفِكَ خُصَّهُ بوميضِ
هوَ طائرٌ غرّيدُ يُدعى شاعرٌ
للطيبِ في روضٍ شجاهُ أريضِ
أنّى لهُ التحليق وهو مُقيَّدٌ
بجناحِ بٌؤسٍ في الحياةِ مَهيضِ
لا ليسَ يَبرَا من نضيضٍ حارقٍ
إلّا ليُكوى مُرغماً بنضيضِ
مابينَ جنبيهِ استقرّت حُرَّةٌ
تأبَى الخنى ولوِ ارتمَت بجريضِ
ظلّت على التوحيدِ رُغمَ بلائها
بالجبرِ ما قالت وبالتفويض
ابداً وربِّ الناسِ بل قد نزّهَت
ونأَت عنِ التجسيدِ والتبعيضِ
خبِرت وقد عرفَت صراطَ نجاتها
ما جاءَ في التصريحِ والتعريضِ
جازَت على العقبات لا لم ترتقي
إلّا بُعيدَ الخوضِ والترويضِ
أمّا وقد أكلَ القصاصُ طموحَها
همست بصوتٍ في العناءِخفيضِ
ياربَّنا رُحماكَ تابَ مُحقِّقٌ
من بعدِ عصرٍ بالضَّياعِ بغيضِ
ياربّنا باءَت جميعُ أُمورِه
لولاكَ بالإنهاكِ والتقويضِ
رحماكَ يا مولايَ قد برحَ الخفى
وانجابَ بالتصعيدِ والتخفيضِ
مذ جاءَ غوثُك ساكباً ألطافَهُ
حالت شؤونُ المُبتلى لنقيضِ
وقدِ استجبتَ دعاءَ قلبٍ هاتفٍ
ياربّنا حلَّ الشِّفا بمريضِ
محبّتي والطيب........نادر أحمد طيبة
تعليقات
إرسال تعليق