حين بكت الأنا صورتها...أ. عبد العالي لعجالية
حين بكت الأنا صورتها في مهب المدى وقفت لا ظل لي ولا جهة تتدلى من السماء خيوط همس تتراقص كأنها نبوءات حزن تتربص بي وتنسجني قيدا من نور ملتاع كأنني رقعة من صمت تتنازعها أدوار لا تستأذن كل دور يقتطع من روحي قطعة ويمضي تاركا لي وجع التمثيل وبقايا قناع ممزق كنت أنا ولم أعد أنا بل فسيفساء من وجوه لا أعرفها أصداء حيوات تمثلتني ولم أطلبها ظننت أن يقيني سلم فإذا بي أرتقي درجات الشك كل خطوة كانت حفرة في مرآة الذات وكل ارتقاء سقوط من نوع آخر سالت أجفاني قطرا من أسئلة لا يسقي ظمأ ولا يشفي جرحا من أنا أنا فكرة هاربة من ذهن خالق نسي أن يكملني أم خطأ وجودي تزحلق من أصابع القدر أأكون أم أمثل أأحيا أم أستخدم أنا قطرة من غيم أجهض أم ظل فكر لم يولد تأملت وجهي في ماء الوعي فرأيته يتكسر كلما هممت بلمسه كأن الحقيقة تخافني أو تأنفني أو تعلم أنني لست سوى سؤال يتنكر في شكل كائن سرت في دهاليز الذاكرة فلم أجد طفولتي ولا ملامحي الأولى وجدت أدوارا تؤدي أدوارا وأنا بينهن خرقة وعي بالية أأكون تجربة يخوضها الكون أم فكرة تتردد في عقل إله غاف أم مجرد وهم أراد أن يكون فانفجر في شكل إنسان يئن في صمت وها أنا الآن قطر...