من وحي الجمال..أ. فراس سلمان

 من وحي الجمال 

.......................

كانت تجلس في مكان غير بعيد عني 

لم أقابلها من قبل ولا أعرف عنها أي شيء 

لكنها كانت امرأة أكبر من أن تعبّر عنها بكلمات 

أو تصفها بقصيدة .

رغم اكتظاظ المكان بالناس وحرصي بعدم لفت 

انتباههم بذهولي بها ، فقد خرّت بي قوى الحياء والكبرياء أمام  كبريائها وشموخ حضورها 

ولم أملك لنفسي إلا النظر والإمعان بالتأمل أكثر وأكثر ، ولأني على يقين بأني لن ألقاها مجدداً 

فقد حرصت بعدم تفويت فرصة استنشاق مااستطعت من عبق الجمال .

ترى .... أكان من الجنون أم نوع من الحسد والغيرة

أن أشعر بنشوة وفرط سرور هاتفها الخلوي وهو ينعم بدفء كلتا يديها الناعمتين ؟

ترى ... هل أحسّ غيري من الحضور بهول السحر في شفتيها لو ابتسمت 

ولحاظ طرفها الناعس لو حدّقت ؟ 

وشعرها البني المسترسل وهو يرخي سدوله الحريرية الطويلة فيغطّي مسند كرسيّها بالكامل .

هذا الجمال بكل تفاصليه لازال عالقاً في ذهني ،لن يزول طالما كان كفيلاً بإكسابي جرعة أمل وحياة لمجرد مروره أمامي مرور الكرام .

كانت حقاً  امرأة من محض رقّة وأنوثة 

لم تكن أبداً من اللواتي يُنظر إليهن كجسد 

بل كنرجسة بيضاء ترعرعت على ضفة نهر ، تتراقص على أنغام رقرقة ماء عذب وحفيف شجر 

يُنظر إليها كمزهرية ، أو غيمة ربيعية 

أو كتحفة ولوحة فنية ... أو عنواناً لقصيدة شعر 


بقلمي ... فراس سلمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.