الصداع Headache .. (1) د.علي أحمد جديد

 مختارات ..

=-=-=-=-=


الصداع Headache ..

           (1)

                    

                       د.علي أحمد جديد  


(الصداع) هو ألم في الرأس أو الفروة أو الرقبة ، والسبب الرئيسي لكافة أنواع الصداع مايزال غير معلوم حتى اليوم ، وقد يتحسن معظم الأشخاص لو غيروا أسلوب حياتهم وتدربوا على كيفية الاسترخاء ، أو بتناولهم أدوية لعلاجه .

وأخفُّ أنواع الصداع هو (الصداع التوتري) الذي يسببه تصلّب العضلات بالكتفين أو الرقبة أو بفروة الرأس أو الفك نتيجة الإجهاد أوالاكتئاب أوالقلق . وقد يكون لكثرة العمل أو لقلة النوم ، أو الأكل ، أو شرب الخمر أو تعاطي الحبوب المخدرة . وكذلك بسبب تناول مادة تيرامين بالشيكولاتة أو الجبن والمكسرات ، أو مادة جلوتامات أحادي الصوديوم التي توضع باللحوم المحفوظة وكلها مواد قد تولد الصداع . والأشخاص الذين يتناولون مادة الكافيين في الشاي والبن الكولا يمكنهم الشعور بالصداع إذا لم يتناولوا جرعاتهم اليومية التي اعتادوا عليها . 

ومن الأسباب الشائعة لتولد الصداع تكون في الرأس من المناطق الحساسة (تضم الدماغ العينين والأذنين وعظام الجمجمة وعضلات الوجه والجيوب الأنفية والشرايين) ، وكل هذه الأعضاء قد تكون سبباً للصداع . وهناك بعض الأعضاء البعيدة عن الرأس التي يمكنها أيضاً أن تثير نوبات من الصداع . 

وللصداع أنواع متعددة . فقد يكون الصداع متقطعاً أو مستمراً ، وقد يصيب الإنسان شهرياً أو أسبوعياً أو يومياً ، كما قد تدوم النوبة عدة ساعات ، وتختلف شدتها بين ألمٍ خفيف وألمٍ معتدل إلى الإحساس بالألم الشديد الذي لايمكن احتماله . وقد يكون موضع الألم في الجبهة أوفي الصدغين أو قرب العينين أو في مؤخرة الرأس .كما أنه قد ينتشر إلى شِقٍّ من شِقّي الوجه أو كليهما . وقد يصاحبه الغثيان والقيء واضطراب الرؤية وسوء المزاج .

وقد يكون سبب الصداع عضوياً نتيجة ضربة خفيفة على الرأس أو حمى ، أو الأورام وارتفاع في ضغط الدم ، أواضطرابات العين كالتهاب الملتحمة أو خراج بها ، أو دمل بالجفن والجلوكوما ، أوالتهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الأذن الوسطى ، أومشاكل الأسنان وكذلك نتيجة الإمساك في بعض الأحيان ، وأعراض ما قبل الدورة الشهرية . 

ونسبة وقوع الصداع التوتري تقل عن 10% من مجموع حالات الصداع .

يختلف الصداع بشكل كبير بين حالة وأخرى من حيث الموقع وشدَّة الألم وعدد مرَّات تكراره ، وقد أشارت جمعيَّة الصداع الدوليَّة إلى أنه يوجد أكثر من 150 نوعاً من الصداع ، واستناداً إلى البحث فإنَّ الصداع يُقسم فعليّاً إلى فئتين رئيسيَّتين هما : 

(الصداع الأوَّلي ، والصداع الثانوي) .


* الصداع الأوَّلي :

يُطلق على الصداع في الحالات التي يكون فيها الصداع نفسه هو المشكلة الرئيسيَّة عند المصاب وليس عَرضاً للإصابة بمرض أو مشكلة صحيَّة أخرى صداعاً أوَّلياً ، إذ ينشأ الصداع الأوَّلي عن التهاب الأجزاء الحسَّاسة للألم في داخل الرقبة أوالرأس وما حولهما ، ويتضمَّن ذلك الأوعية الدمويَّة والعضلات ، والأعصاب ، ولا يُعدُّ الصداع الأوَّلي مشكلة خطيرة بحدِّ ذاته ، بالرغم من أنَّه قد يكون مُعيقاً نوعاً ما للمصاب ، وتوجد  حالات مختلفة للصداع الأوَّلي ، وأكثرها شيوعاً الصداع النومي ، والصداع النصفي ، والصداع العنقودي ، وصداع التوتُّر .


1) - صداع التوتر أو الصداع التوتري :


يُعتبر صداع التوتُّر (Tension headache)  أكثر أنواع الصداع الأوَّلي شيوعاً بين الأفراد طِبقاً لما نشرته منظَّمة الصحَّة العالميَّة في العام 2016م، وهو عبارة عن ألم مُضجر وثابت يشعر به المصاب في جانبي الرأس ، ويستمرُّ  بين نصف الساعة تقريباً إلى ساعات عدَّة ، وقد يرافقه أيضاً عدد من الأعراض الأخرى ، كالشعور بالضغط خلف العينين ، والحساسيَّة من الأضواء أوالأصوات ، أوالشعور بألم عند لمس الرقبة والرأس والوجه والكتفين ، وقد يستمرُّ الشعور بالألم المرافق لهذا الصداع طوال فترة استمراره ، وبالرغم من اختلاف شدَّته ، إلا أنَّه نادراً ما يُعيق ممارسة الأنشطة الاعتياديَّة ..

ويُصيب صداع التوتُّر الأفراد من جميع المراحل العمريَّة ، إلا أنَّه أكثر شيوعاً بين البالغين والمراهقين الأكبر سِنّاً ، وقد يبدو هذا الصداع أكثر شيوعاً بين النساء ، كما يميل لأن يكون شائعاً بين أفراد العائلة الواحدة ، والحقيقة أن صداع التوتُّر هو نتيجة انقباض أو شدِّ عضلات فروة الرأس والرقبة استجابة لتعرُّض منطقة الرأس لإصابة معيَّنة ، أو جرَّاء الشعور بالتوتُّر أو القلق أو الاكتئاب ، كما تكون بعض الأنشطة التي يمارسها الأفراد أحياناً سبباً في حدوث صداع التوتُّر ، كاستخدام المجهر ، أوممارسة الأعمال اليدويَّة الدقيقة ، والكتابة المرتبطة بالحاسوب ، واستخدام جهاز الهاتف الجوّال لفترة طويلة وغيرها من الأنشطة التي قد يرافقها بقاء الرأس في وضعيَّة واحدة ولفترة طويلة ، وقد يحفِّز النوم بوضعيَّة لا تناسب الرقبة نشوء صداع التوتر ، أو النوم في غرفة باردة الإصابة . ويترافق مع الإصابة بأمراض الدماغ ، ولكن ثمَّة عوامل أخرى قد تحفِّز الإصابة بصداع التوتُّر ومنها :

- مشاكل الأسنان مثل شدِّ الفكِّ أو صريف الأسنان .

- إجهاد العينين .

- الإفراط بالتدخين .

- الإصابة بالإعياء و فرط الإجهاد .

- الإصابة بعدوى الجيوب الأنفيَّة أو الرشح .

- المعاناة من التوتُّر العاطفي أو الجسدي .

- الإصابة بالصداع النصفي .

- شرب الكحوليَّات .

- شرب كمِّيات كبيرة من الكافيين ، أو التعرُّض لآثاره الانسحابيَّة .

ويمكن معالَجة صداع التوتُّر عادة بواسطة مسكِّنات الألم التي تُصرَف دون وصفة ، مثل (الأسبرين ، والسيتامول والبانادول) ، وتكون هذه  المسكنات فعَّالة في تخفيف الألم أو إيقافه ، مع الانتباه إلى ضرورة إدراك المصاب للضرر الذي يحدث في كثير من الأحيان جرَّاء الإفراط باستخدام هذه الأدوية والمتمثِّل بحدوث صداع يومي مزمن يستمرُّ لفترة طويلة . وإنَّ صداع التوتُّر غالبا ما يكون صداعاً خفيفاً ولكن في حال استمرَّ لأكثر من 15 يوماً متتالياً يجدر بالمصاب حينها مراجعة الطبيب .


2) - الصداع النصفي Migraine Headach :


يُعرَف (الصداع النصفي أو الشقيقة Migraine Headaches) بأنَّه وصف للألم الضارب أو النابض الذي قد يستمرُّ من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام متواصلة ، ويظهر هذا الألم عادة بين مرَّة واحدة إلى أربع مرَّات في الشهر الواحد ، ويرافقه ألم وعدد من الأعراض الأخرى منها التقيُّؤ أو الغثيان ، واضطراب المعدة أو الشعور بألم في البطن ، وزيادة التحسس من الروائح والأضواء والأصوات المزعجة ، وفقدان الشهيَّة للطعام . وقد تظهر على الطفل المصاب بالصداع النصفي مجموعة من الأعراض ، مثل تشوش البصر وشحوب البشرة ، والشعور بالدوار ، واضطراب المعدة، وارتفاع حرارة الجسم ، وقد يعاني بعض الأطفال من التقيُّؤ أيضاً .

وماتزال الأسباب الرئيسيَّة لحدوث الصداع النصفي غير مفهومة تماماً ، لكن يبدو أنَّ العوامل البيئيَّة والجينيَّة تلعب دوراً في حدوثه ، وقد يرتبط الصداع النصفي بالتغيُّرات التي تحدث في جذع الدماغ وكيفيَّة تفاعله مع مسار الألم الرئيسي في الجسم متمثِّلاً بالعصب ثلاثي التوائم 

( Trigeminal nerve)

 ، كحدوث اختلال في توازن المواد الكيميائيَّة في الدماغ ، مثل (السيروتونين) الذي يساعد على تنظيم الألم في الجهاز العصبي ، والحقيقة أنه توجد عدة عوامل تجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي . 

وقد يبدأ الصداع النصفي في أيِّ مرحلة عمريَّة ، إلا أنَّ أوَّل ظهور له يكون عادة خلال فترة المراهقة ، ويصل ذروته غالباً في الثلاثينات من العمر .

ولتخفيف حدة الصداع النصفي يمكن اللجوء إلى البحث عن مكان هادئ وإطفاء الأنوار ، إذْ يؤدي كلٌّ من الضوء والصوت إلى تفاقم الألم المرتبط بالصداع النصفي ، وكذلك تجربة العلاج بالحرارة بوضع كمادات ساخنة أو باردة على الرأس أو الرقبة وتناول مشروبات تحتوي على الكافيين . 

ويمكن أن تخفف مادة الكافيين وحدها من آلام الصداع النصفي عند تناولها بكميات صغيرة وذلك في المراحل المبكرة من الإصابة .

                            - للبحث بقية -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.