نفحات من مجاز القرآن القرآن الكريم..ج3 و 4د. نوال حمود

 السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..


الحلقة الثالثة (نفحات من مجاز القرآن القرآن الكريم  ) 

ختمنا الحلقة السابقة بقولنا : إن الصورة في النهاية إما معقدة أو بسيطة ، وهي تعبير لغوي عن تراسل بين لفظين او تراسل بين علاقتين 

فإذا قدمت هذه الصورة من خلال أداة من أدوات التشبيه فهي صورة تعبر عن مشابهة 

اي : Similitude .

و إذا قدمت بدون أداة تشبيه

فهي معبرة عن تماثل او توحد 

أي : Identification ..

و الاستعارة : مأخوذة من ( العارية ) اي : نقل الشيء من شخص إلى آخر، حتى تصبح تلك ( العارية ) من خصائص المعار إليه ، والمعاورة و التعاور شبه المداولة، و التداول يكون بين اثنين .

( انظر لسان العرب مادة عور )

و ( الاستعارة ) مجاز لغوي ومجاز عقلي ،علما أن علماء اللغة اختلفوا قليلا" ؛  فمرة وضعوها في المجاز اللغوي و أخرى وضعوها في المجاز العقلي ..

وبما أن اللغة العربية تميزت عن غيرها من لغات العالم ببلاغتها و ببيانها ،و مقدرتها التعبيرية  فإننا نجد هذه البلاغة مفتاحها إلى القلوب وإلى العقول .

قال رسول الله الرسول العربي الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : 

"إن من البيان لسحرا" " أو 

" إن بعض البيان لسحرا " 

والبيان : هو الكلام البليغ، والكلام البليغ : هو الكلام الذي بلغ الأوصاف اللفظية و المعنوية .

و لا أحد ينكر أن الاستعارة Metaphoee من الفنون التعبيرية الراقية، و هي تحويل Transfert لأنها إنحراف عن العمل الوظيفي اللغوي   . 

و لتوضيح فكرة الدمج بين القديم و الحديث من خلال التلاقح المعرفي و اللغوي للمصطلحات كان لا بد من التعريف بالمصطلحات المستخدمة في البحث الذي بين أيدينا ، وهي مجموعة من المصطلحات لتوضيح التراسل بين بنى الصورة Objet d evcatiin 

اي : ش.ت / هو الشيء المراد تصويره 

Objet  repere     و

أي : ش. ص / هو الشيء المتخذ صورة .

فيكون ش.ت يساوي ش.ص

والعلاقة بينهما تعادل او مساواة او تماهي  تربط بين (ش.ت )و( ش.ص )

ينتج عنها علاقة التراسل او الربط بين المفردات او العلاقات ..

و ( الاستعارة ) تدل على حقيقة واقعة بإسم ليس لها ، بل يخص بالذات حقيقة اخرى متميزة عنها كل التميز ..

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ...

الحلقةالرابعة نفحات من مجاز 

القرآن ..

ختمنا الحلقة الثالثة بذكر أسماء المصطلحات التي تبين 

الاستعارة ..

وذكرنا أن العلاقةبين ش.ت ( وهو الشيء المراد تصويره ) 

و بين ش. ص

 ( وهو الشيء المتخذ صورة )

بحيث يكون ش.ت معادلا"ش.ص أو مساويا" أو متماهيا" معه .

  

وينتج بينهما علاقة تراسل او ربط بين المفردات والعلاقات 

والاستعارة تدل على حقيقة واقعة بإسم ليس لها....


المصطلحات المعتمدة لذلك 

مد / تعني   مدلول الكلمة 

د١  /تعني  الدلالة الأولى للكلمة 

د٢ / تعني الدلالة الثانية للكلمة 

م. ت /تعني مستوى التصوير 

م.ص /تعني  مستوى الصورة 

وكما مر هي مصطلحات حديثة و نتاج التلاقح الفكري 

بين العرب والعجم  وضرورة تفرضها الحداثة ..

واسمحوا لي أن أطلب الرحمة لروح استاذنا (د. فهد عكام ت ٢٠٠٠م ) رحمه الله  لأنها المادة التي كان يضيء عليها دائما في مرحلة دراساتنا العليا في 

جامعة دمشق ..


وعليه فإن المجاز في القرآن الكريم :

( المجاز ) من جزت الطريق ، 

وجاز الموضع جوازا" سار به 

و سلكه ، والمجاز اسم للمكان الذي يجاز به [ لسان العرب مادة "" جوز "" ] 

و أخذ هذا المعنى ، و استعمل 

للدلالة على نقل الألفاظ من معنى إلى آخر...

إن البحث في المجاز في القرآن الكريم ؛ قادني للبحث عمن بحث من الباحثين القدماء وكان لهم فضل السبق  ، لأقف على كتاباتهم 

و ما قدموه من علوم ذخرت بها المكتبات العلمية من كتب وأبحاث 

نورت العقول ،و فقهت النفوس  فتتبعتها بالبحث والتقصي والسؤال ...

علني ألم بموضوع المجاز في القرآن الكريم بشكل يجمع رأي السلف ويفيض بالحداثة اقترانا" ..


وسأخصص الحلقة  القادمة للتعريف بأسماء من كان لهم سبق الفضل من العلماء وبإيجاز ما قدم كل منهم وما تفرد به عن غيره ...

نلتقي الحلقة القادمة بإذن الله 

نلتقي للفائدة والعلم ..

أ . د. نوال علي حمود

أ . د .نوال علي حمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.