مسافة حلم..قصة قصيرة..د. عبد الحميد ديوان

 قصة قصيرة

                                   مسافة حلم


عجبتُ لهذا الحلم الذي يخترق مسافة الفكر في رأسي ليتربع على عرش التصورات التي تفاجئني حيناً بعد حين.

كان حلمي اليوم يمتد بأذرعه الطويلة، فيطوف بها كل مراكز التفكير في تصوراتي.

كنتُ أجد نفسي في هذا الحلم العبقري متربعاً على عرش الأماني، أقطف من ثمرات البذخ الفكريّ، وأبسط سطوتي على مساحة التفكير الفذّ.

وكيف لايكون ذلكَ وأنا العبقريُّ الذي يحمل شعلة الإبداع في هذا العالم.

كنتُ أرى نفسي محمولاً على الأعناق تهتف الجماهير باسمي ومن حولي المعجبين والمعجبات فأنا كما أرى نفسي علم الكتابة والشعر في هذا العالم. 

فجأةً... وجدت نفسي ملقى على قارعة الطريق أنفض غبار الحلم.. وغبار الأرض التي استقبلني بترحاب شديد. 

نظرت حولي مستكشفاً خوفاً من أن يكون قد رآني احد من معجبي الحلم. 

نهضت بتكاسل شديد ثم تابعت سيري وانا ألملم اشتات نفسي... و.. جسدي المطرود من.. المنزل وصوت زوجتي يجري ورائي محمولاً بقذائف السباب والشتائم.. والكلمات الراعبة تلاحقني.. كفاك كسلاَ قم وأبحث لك عن عملٍ يطعمنا... فموائد الخيال التي تفرشها أمامنا لاتطعمنا خبزا. 


دعبد الحميد ديوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.