*** وورثت أمي *** // بقلم أ. أحمد عبدالحي
*** وورثت أمي ***
ماتت وقد تركت لعمري أرثها
من غير حتى وداعي في أيامي
فورثت طيبتها التي من فضلها
أصبحت أطعن في صميم غرامي
وورثت همي في النساء لأنها
قد علمتني رقدتي وقيامي
قد علمتني للبذور أصونها
حتى فنيت محبتي ووئامي
وورثت من أمي الشهامة مثلها
كانت بإطعام القرى كصيامي
"فرض" وان يخلو الخزين فأنها
وهبت ولم يهب البخيل قوامي
كانت اذا طرق الغريب لبابنا
همت بإعطاء خلى إطعامي
وورثت أمي حين يطلب جارها
حق الجوار وان بدى إحجامي
كانت تغيث وكم تغيث بمالها
فأقول يكفي كان ذاك ملامي
"أ بني إن قصد الكريم مطالبا
فكن الكريم فأنت لي حسامي"
كانت اذا شكت الحبيبة هجرها
وصلت كأن حبيبتي إسلامي
وورثت أمي في العلوم ونهمها
كانت تدرس نشأتي وعلامي
كانت تشجع للقراءة بكرها
وتفيض من فضل القراءة عامي
وورثت أمي في الغرام لأنها
كانت تفيض بقلبها لكلامي
"لا لست تحقد" قل ألهي إنني
فوضت أمري بكرة الأيام
فنشئت أكره للحقود شروره
حتى وإن بعث الضنا أحلامي
وورثت أمي حين يمرض قدها
ما كنت أدري حسبها أسقامي
فكبرت لا أشكو الطبيب لعلة
حسبي بأني أشتكي آلامي
وورثت أمي في الرحال لأنها
كانت تبارك صفوتي وسلامي
وتغربت في الناس كل دروبها
أنشئت لي وطني بكل مقامي
وأنست من بعض الغريب بأنسه
وتركت في أرض الغرام حمامي
وورثت أمي في الطباع لأنها
في قسوة الأيام كان فطامي
كانت اذا هجر الحبيب تقودني
للوصل زحفا إن بدي إيلامي
حتى إذا غدر الحبيب تلومني
أني وصلت من جفى أحلامي
وورثت أمي في الممات اذا الردى
هام بذكر كنت في إقدام
رحم الإله لفيض أيم موتها
وأقام في قبر الحبيب وئامي
أحمد عبدالحي ٦-١١-٢١
تعليقات
إرسال تعليق