-------- تفاهة الشعور ----------
ما أفهمه وأراه أن الشاعر مرشد وحام لقومهِ
وما لا أقبله أن يكون مجرد غارق في همومهِ
وقد يلزم نفسه بالتألم وبما لا ضرورة للزومهِ
فينتحب وينشد لقاء حبيب قد لا يظفر بقدومهِ
ويسهر الليل متوجعا ويتيه سابحا بين نجومهِ
******
وتتشعب المأساة وتكبل الشاعر بأتفه الأوهامِ
فيستحضر أجمل حكايا ضحايا الحب والهيامِ
ويذوب في الشوق إلى حد الهذيان والانفصامِ
وقضية الحال وبما فيها لا تستحق أقل اهتمامِ
إذ يتكرر الكلام ليمتد مسلسل الآهات والآلامِ
******
فأي مقصد للشعر إذا خلا من الحكم والأفكارِ
وتهرب من صراحة المواقف ونزاهة القرارِ
وأي دور لشاعر إذا سهر الليل لنظم الأشعارِ
وصال وجال في الغم وعاش غريب الأطوارِ
والحياة حوله تعج بالمآسي وأسباب الانكسارِ
******
أعتقد أن الكلمة رصاصة وأن القصيد رسالة
والكتابة رسالة نبيلة وأن المقال تنوير ودلالة
ودون ذلك ينتشر التدجـيل والرداءة والجهالة
ولا أرى أننا تقدمنا فعلا وقد فارقـتنا الضلالة
وأمامنا تستفحل التعاسة والانحطاط والرذالة
******
فتحرر وتعلم كي تكن شاعرا ذا مقام وضميرِ
حتى تسهم في إحـياء الوعي وتحقـيق التنويرِ
فالناس في حاجة إلى المعرفة وجـودة التدبيرِ
ومأتى ذلك قوة الثقافة وحسن التعلم والتفكيرِ
فكفى من ترويج شعر التباكي وتفاهة الشعورِ
----- بقلم الهادي المثلوثي / تونس -----
تعليقات
إرسال تعليق