إنها التجارب...بقلم ✍️ دعاء السنباطي
إنها التجارب
إنها التجارب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم نتعلم الفلسفة إلا من الحياة العملية، قبل أن ندرسها علميا ونتعمق في كلمات ونحللها ونجد أبعادها علميا إلى أي مدى خلقت ومن أي إناء تشبع منه من يخاطب روحك قبل عقلك .
أنني لا أبالغ في شيء إذا قلت بأن تطبيق منهج التفهم أو الحدس والشعور بالريبة والتعاطف الوجداني مع كلمات في بادرتها غريبة عن أذنك وتراها وكأنها عن تجربة حية خاضها الكاتب قبل أن تخرج على السطور أمامنا....
مثلا في النصوص الأدبية والفلسفية التي كنت أعكف على كتابتها أو قراءتها قبل أن أعرف أي شيء يذكر عن فلسفة الحياة وأصحابها وتياراتها، كنت أرى في كل حرف نبض يجر في زيله خيبات تجربته أو بسمة حياة مشرقة لتجربة حية اشرقت في روح القصيدة وتعلن ظهور مولدها...
قبل أن تكون الفلسفة دراسة،كانت مجموعة أفكار معقدة بالرأس وتريد من يحل العقد ويفك شفراتها وما كان عليّ إلا أن يفكر عقلي القابع في رأسي بدلا من أن يحاور ذاته ويناقشني كي نخرج بنتيجة مُرضية..
لقد تعمقت في منهج الفهم الحدسي وتقمصت روحه بفضل التعاطف، وهي الموهبة التي حباني الله بها ولعلها الفطرة التي خلقنا عليها بقلوب رحيمة.
وبذلك لا يكتفي الباحث في العلوم الإنسانية بالفهم الغامض والحدس والتعاطف والحب والمعرفة النابعة منه ومن القلب، بل تخلع عليها الطابع العلمي والتعميمي المقنع.
إن فلسفة الحياة ومناهجها القائم على الفهم أو التفهم، لسبر أغوار الحياة، وتبين معناها والغاية منها من ناحية، وللبحث في العلوم الإنسانية أو علوم الروح من ناحية أخرى، ماهي إلا« وسيلة لندرك أبعاد ما وراء الحرف ولن يولد حرف تلقائيا إلا بعد تجربة حية تفتت في أحشاءه العبور على سطوره لتترجم الإحساس بغصة عاشق معذب.... أو مكلوم متحير.... أو غارقاً في ظلمة روحه.... أو....... كل كاتبٍ وتجربته التي يعيشها...»...
لا تقنعوني أن كل حرف وليد لحظته.....
فإن الحرف يولد من مخاض ألم مرت عليه التجارب.
، ـــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم ✍️ دعاء السنباطي
تعليقات
إرسال تعليق