توازن التوقعات...دلال الأسدي
توازن التوقعات
نخضع دومًا لاختبارات في الحياة دون علمنا، بعضها في التعامل، في الثقة، في الظروف.
بعضنا يعيش في عالم لا يشبه الواقع، أو يحاول التعايش مع الذي نتأمل أن يكون، وليس الموجود بالحقيقة.
ومن أول صدمة، لصفعة واقعية، تذهب أحلامنا أدراج الرياح، وتجعل النفس في تشتت وضياع، وممكن في بعض الأحيان بصدمة لمحاولة التأقلم والتعايش تكون بمثابة الصعقة الكهربائية لنجاة القلب والروح.
يجب علينا تقبل الخيبات، وترك لها مساحة كبيرة داخل النفس من تقبل، وخفض مستوى التوقعات لتخفيف وطأة الصدمات.
وجعل النفس في مساحات آمنة مع الآخرين، بتقبل الأخطاء، الزلات، الهفوات.
ومعاملة الآخرين بطباعهم ومزاجياتهم، وليس بطباعنا وتوقعاتنا.
هنا يُصنع داخل الذات توازن الروح والاستقرار النفسي، بتعامل وتقبل النقص عند الآخرين، وعدم محاسبتهم على ما نتأمل أن يصدر منهم، لأن كل سلوك، سواء كلمة أو شعور، يجب أن يكون نابعًا من الداخل وعن قناعة، وليس من تأنيب ولوم وعتب منا لهم.
التقبل مع رد الفعل البارد أو غير المبالي يجعل النفس لا ترتكز على الآخرين بما يصدر منهم من رد فعل أو شعور، لكنها تملك مخزون ثقة بالنفس، مجهزًا بالإيمان واليقين بخطوات ثابتة ورصينة تصنع السكينة للذات والتوازن النفسي، الذي لا يستطيع أن يقارعه أي خيبات أو نوايا أخرى دفينة.
وبرغم من هذا، يُهدم العالم المثالي داخل النفس، فيجب المعاملة بالمثل، ورد المعروف بالمعروف، والطيبة بالطيبة، لكن ليس كل ما نتمنى يحدث.
على النفس أن تتعلم خوض حروبها ودوائها، وصنع دوائها بنفسها
دلال جواد الاسدي
تعليقات
إرسال تعليق