المولد النّبوي الشّريف // بقلم أ. ورود نبيل
المولد النّبوي الشّريف
يُعدّ المولد النبوي الشريف مناسبة عظيمة في تاريخ الأمة الإسلامية، إذ يُجسّد ميلاد النبي محمد ﷺ نقطة تحوّل كبرى في مسيرة البشرية جمعاء، ففي الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام هجري، يحيي المسلمون ذكرى ولادة خير الأنام، الذي جاء برسالة التوحيد والعدل والرحمة، ليُخرج الناس من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الإيمان والهداية.
ميلاد النبي ﷺ لم يكن حدثًا عاديًا، بل كان إشراقة نور غيّرت مجرى التاريخ، إذ وُلد في مكة المكرمة في عام الفيل، ذلك العام الذي شهد حادثة أبرهة وجيشه، وكأنّ القدر أعدّ الأرض لتكون شاهدة على مقدم آخر الأنبياء وخاتم المرسلين.
في هذه المناسبة، يستحضر المسلمون سيرته العطرة، ويتأملون في مواقفه العظيمة وصبره في تبليغ الدعوة، وعدله بين الناس، ورحمته بالكبير والصغير، وعداوته للظلم والجور، فهو ﷺ كان قدوة في الأخلاق الفاضلة، حتى أثنى عليه ربه في كتابه الكريم بقوله: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ".
وتُعد ذكرى المولد فرصة لتجديد المحبة لرسول الله ﷺ، والاقتداء به في السلوك والمعاملات، ونشر قيم التسامح والإخاء التي دعا إليها، فهي ليست مجرد احتفالية ظاهرية، وإنما محطة تربوية وإيمانية، تعيد المسلم إلى جوهر الرسالة المحمدية المتمثلة في عبادة الله تعالى، وإعمار الأرض بالخير، ومكارم الأخلاق.
إن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف يذكّر الأمة بأهمية العودة إلى سيرته، والتمسك بما جاء به من هداية، لتظل رسالة الإسلام منارةً تنير دروب الحياة، وتغرس في النفوس الأمل والصلاح.
الكاتبة: ورود نبيل
الأردن
تعليقات
إرسال تعليق