الفراغ بين نقمة ونعمة..د. ورود نبيل

    الفراغ بين نقمة ونعمة

الفراغ هو تلك اللحظة الفاصلة بين لحظتين، لحظة تعوّدنا أن نكمل فيها شيئًا تعوّدنا على ممارسته، ولحظة لا نعرف بعدُ كيف سنقضيها.


هو وقت في الحقيقة قد يبدو ثقيلًا ومرهقًا، لكنّه يعكسُ  ما يحويهِ عالمنا الدّاخلي، إن دخلنا في دوامة التّيه شعرنا أنّهُ طويلًا، وإن كنا نمتلكُ العزيمة والاصرار والطّموح أصبحَ فرصةً لخلقِ أفكارٍ خلّاقة ورؤى فريدة، ومن هُنا يراودنا ذلك السؤال، هل الفراغُ نعمةً أم نقمة؟


أثر الفراغ على النّفس


حينما نتفكرُ في تفاصيل حياتنا اليوميّة نجدُ الفراغَ زائرًا سمجًا من وقتٍ إلى آخر، يتملّكُ الشّخص الذي لا يستطيعُ تحديد أهدافه، أو ذلك الذي لا يمتلكُ عملًا أو وظيفة أو حلمًا يرنو إلى تحقيقه، فالفراغُ ذو ظلالٍ وارفٍ يلقيهِ علينا فيترُكَ أثرهُ على فكرنا وحياتنا، فهو يسببُ لنا مللًا خفيًّا واكتئابًا وقلقًا يجعلنا مكبّلينَ في دائرةِ القلقِ والاكتئاب، وبدلًا من استغلالِ أوقاتنا بالشّكل الايجابي تتحوّلُ بفعلِ سلطتهِ علينا إلى طاقةٍ سلبية تُثقلُ أيامنا.

يصنعُ الفراغُ منّا تمثالًا أجوفًا خالي الوفاض، مستسلمٌ لأفكارٍ سوداوية مرهقة، وينقلنا إلى ركنٍ مظلمٍ يبعثُ في النّفس اللّوعة والحسرة؛ فالعقل الباطنيّ بطبيعته يعملُ على استرجاعِ الذّكريات المؤلمة القاسية فيدفعُ بنا إلى سجنِ اليأسِ والاحباط. 


خاتمة 


من حقّ نفسك عليك أن تصنع روتينًا مثمرًا تعملُ فيه على استغلال طاقاتك في العملِ النّافع والانجاز المجزي، أن لا تترك فيه مجالًا للكدرِ والاستسلام، أن تحوّل المسار من ضارٍ يحبطنا ويحزننا إلى نافعٍ وفرصةٍ ثمينةٍ تكتشف فيها ذاتك وتطوّر مهاراتك وتخطو واثقًا نحوّ أهدافك وأحلامك؛ فالوقت نعمة إما أن نصنعهُ لصالحنا أو أن نتركهُ فيُضيعنا معه. 


المدربة الدولية سفيرة السلام

الأديبة الكاتبة م. د. ورود نبيل

الأردن


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

مناجاة روح...زهور الخطيب

في محراب الحب ...سعد عبدالله تاية