أرذل الأيام..د. غـانـم الـخـوري مع تعقيب أ. لطيفة يونس
. أرذل الأيام
آهٍ من أهوال هذه الأيام وصفت بالحداثة والتطور
حيث غابت القيم وازداد القهر و التهور
دنيا لم تعد تأبه لرأي انسان كبير
وسلبت حقوق الصغير
وأصبح كبر البعض ذل ومهانة
و شرد طفل وحرم منامه
قد تسيد العوز وظهرت الحاجة
والعيش أمسى في سماجة
نادوا بالحرية ف كان العهر
قالوا عيش كريم وازداد الفقر
هناك من سعى لتنوع المنتوجات
فحرم الكثير من أبسط الحاجات
تعددت أصناف المأكولات
فصار للجوع موجات
شقاء بالعمل و حاجة للمال
يأس للبعض بدد الآمال
كثيرة الأشياء صعبة المنال
باتت الأمور في المحال
للعديد من الناس هكذا أضحى الحال
في كل شيء بريق وخديعة
مأساة للقلوب الوديعة
لاشيء قد يسد الرمق
لارغيف جاف ولا مرق
لباس خشن وممزق
وحذاء نعله تشقق
ولو حدث وأن الصغير
للكبير بنظرة رمق
دارت بمخيلته عدة صور
وتساؤلات تؤرق الفهيم أين العيش الكريم
وقد شعر بفقد الأمان وقدوم الخطر
أشباه تخيلات وقلق أوهام
لن يلحظها إنسان لئيم
يدعي الأنا
دثاره حرير وأحلامه هنا
يسرق بدون حساب
بلاسؤال ولا جواب
..غانم ع الخوري..
تعقيب أ. لطيفة يونس
أرذل الأيام
آهٍ من أهوال هذه الأيام
التي ملأت دروبنا بالدخان
يقال عنها "حداثة"
لكن أين الندى؟
أين الزهر في المكان؟
القيم التي كانت
تاجا على رؤوسنا سُلبت،
وأصبحت كالسراب
في زمن ضاعت فيه معاني الأخلاق
وازداد فيه الشقاق
أين ضحكات الأطفال في شوارعنا؟
أين البسمة التي كانت تنير المدى؟
أصبحت القلوب قاسية
والعين دامعة بصمت
والروح تبحث عن هدوء
كبر البعض فصاروا كالأشباح
دون اعتبار
ويظل الصغير يحلم
بحقّ قد ضاع منه
يبحث عن مكان تحت السماء.
العيش أصبح مرا
لا طعم فيه
لا لون
ولا رائحة
والحقوق غدت ضبابا
في قلب الليل
تزول مع الغد
"الحرية"...
صارت شعارا يتزين به القهر
وكلما رفعوه سقط في الهاوية
أما "الكرامة"...
فقد تمزقت وصار الفقر
هاجسا في العيون الحزينة
صار الفقر شبحا يطارد البسمة
وتعددت أصناف الحياة
فصار الجوع موجات
الموارد تفرقت بين قلة منهم
ولا شيء لبقية الناس
الذين يشتكون من العوز
والعمل أصبح جحيما بلا ثواب
والكسب صار صراعا مع الزمن.
كيف أعيش؟
سؤال مؤلم يختلط مع همسات الرياح ومظاهر الحياة المزيفة
بريقها خدّاع
حذاء متهالك
وملابس ممزقة
ولقمة العيش أضحت حلما
إن تكلم الصغير في وجه الكبير
فقد نطق بشجاعة
لكنه خائف
من واقع ينسحب فيه الأمان
وتنفتح فيه فجوات الخوف
ثم تتساقط الأوهام
مثل أوراق الشجر
في خريف القلب المرهق
أين العيش الكريم؟
سؤال يتردد في زوايا الأنفاس
في ظلال الليل
وما يراه البعض من رفاهية
ليس إلا ثقلًا
يحمل عبء الفقر عن الغير
يعيش البعض في ظلال الحرير
لكن في أعماقهم جفاف
تخيلات وهمية
لا يدركها إلا من كان ذو قلب حيّ
أما اللئيم
فإنه يسرق ضوء الحقيقة
يحجب الفجر عن عيون الناس.
في أرذل الأيام
الهمس ليس كافيا
والأمل إن فقدته
تصبح الروح لا شيء
في هذا الزمان
لطيفة يونس
تعليقات
إرسال تعليق