غرقى في الأمطار..بقلمي لطيفة يونس ومداخلة أ. أطياف الخفاجي
غرقى في الأمطار
""""""""""""""""
أرواحكم تتناثر
بين الزمان والمكان
غرقى في دماء
أو غرقى في ماء المطر
من لم يلمس جراحكم بين الوجدان
كيف لهم أن يشعروا بغرقكم
في البحر الذي لا ينتهي؟
ألم يروا الطفولة في عيونكم تختنق
حين بللّت الدماء أرضكم..؟
لم يتحركوا لصرختكم
ولم يروا العاصفة القادمة من قلب الأرض
غرقى أنتم
وأيضًا
غرقى في صمت العالم
لم تكن السماء التي باركت بدموعها
هي نفسها التي تغرقكم
ولا الأرض التي شهدت العذابات
لكن تلك الأيادي
التي مرت بكم
أغمضت عيونها
كأنها تخشى
أن ترى الموت والوجع
كيف لدموعكم
أن تُرى إن كانت قد غُسلت من قلوبهم؟
يا أطفالا رسمت أرواحهم
على أسطر من تاريخ غير مكتوب
من يكترث إذا كانت الأجساد غارقة في الدماء؟
كيف لهم أن يشعروا
بالأمطار على وجوهكم
وقد أغشيت أعينهم عن رؤية الإنسان؟
لكنكم تغرقون في الماء
كما غرقتم
في الأمل المفقود.
تغرقون في فجرٍ لا يبصره
إلا من كانت عيونه مفتوحة
وتطفو روحكم
في عز الظلام
بينما هم يلتقطون الصور
على شواطئ أمانهم
لن يعرفوا عن غرقكم شيئا
إلا إذا كانوا غرقى
في معنى إنسان...!!!
✍️ بقلمي
مداخلة أ. أطياف الخفاجي
صدى الصرخة الخفية
كلماتك تضرب في عمق الصمت؛ صمت العالم الذي يغرق في ضياع المعنى. إنها مرآة قاسية، لكنها صادقة، تُرينا ازدواجية الغرق.
في هذا الغرق المزدوج، حين تتحد دماء الضحايا بماء المطر، وتغسل الأحزان من وجوه الذاكرة العالمية، يبرز السؤال العظيم الذي نطرحه:
من هو الغريق الحقيقي؟
أهي الأجساد التي بللتها الحقيقة القاسية، أم تلك القلوب التي غطتها رمال الأمان الزائف، فجفّ منها معنى الإنسان؟
إنكم ترسمون أرواحكم في عز الظلام، وتطفو طفولتكم كشاهد حق على وجوه لم ترغب بالرؤية. ليتهم يدركون أن الغرق في دماء الأبرياء هو أهون من الغرق في بحر اللامبالاة الأبدي.
وستبقى صرختكم، وإن اختنقت في صمت العالم، هي العاصفة القادمة التي ستهز عرش القلوب المغشاة.
اطياف الخفاجي
تعليقات
إرسال تعليق