وملء المدى ...
قمري المتفرد انت ياكلي
بعلوك ، بنورك ، ببعث الروح بي
يا ايها السابح بخلاياي ، غامرا
الأجزاء مكتسحا كل الأنحاء ...
مازال طيفك يمطرني عشقا
كلما أطلّ برأسه المساء ...
يضيء بكَ عالمي ، تحلّق روحي
لتعانق روحك في كل لحظة
من لحظات الصفاء ....
حلال حبك يانبضي ..
حلال التحامنا العجائبي ...
فقران روحينا معقود منذ بدء
التكوين ، منذ منح الخالق
لأبينا اَدم أمنا حواء ......
مازال جسدي الأثيري يحلّق
عاليا ليلامس جسد الرغبة
في حضرة اللقاء...
فنمارس معا كذبتنا الصادقة
فوق سفوح الأبدية ، في
بقعة انتشاء.....
يستسلم جسدي الطيني
ليمتزج في طينك المصوغ
من تربة القمر وطل الياسمين
ذو العبق الساحر بأروقة الفضاء...
تحت المطر الأخضر ، ينتفض
قلبي العاري دونك ، المكسي بك
مغمض العينين ، وعلى رؤوس
أنامل قدميّ الحافيتين ، يختلج
التوهان ويترنح ، لينبت الرقص
من بعدها ، وتخضّر اللّذة ، هناك
في مجامع الأيك اللازوردي
غامرا كلّ الحنايا والأرجاء ...
يتساقط عرق النشوة رذاذا
فوّاحا ، منسابا فوق جسد الضباب
المبعثر ، ملتحفا ستائر اللهفة ،
مرنما أعذب الألحان في الليلة
القمراء.....
كعبق الأرض حين يقبّل كيانها
أول الغيث بشفتيه المرتعشتين
شوقا المملوءتين بالحاء والباء
حد الامتلاء...
ثم ماذا ؟!!
ينذر الصباح بالمجيء ، معلنا الحريق
المطبق ، تتسلل أشعة الشمس لجوف
العيون ، معلنة أن انتهى اللقاء ،
كونوا مساء بالقرب ياأيها الأحباء .....
..................
عند مشارف الاشتياق ...
رنم الحنين تعويذة اللقاء ...
انهمر المطر الأخضر
ضاجع الغيم الدافىء
أنجب حبّا لايموت....
.........
أمل ماغاكيان