الأميرة جلنار .....قصة لنعيمة غنيات

 ........................ الأميرة جلنار ...................

كان يا مكان في قديم الزمان يحكى أن اميرة جميلة اسمها جلنار تسكن في قصر فخم يحيط به أشجار و ازهار،  و كانت جلنار ذات أخلاق و وقار  ، و والديها يحبونها كثيرا ، و علموها الاعتماد على النفس و تحمل الأثقال خوفا عليها من غدر الزمان ، كانت تقوم بجميع الأعمال الخاصة بها و هي لم تتجاوز الثانية عشر من العمر، و في أحد الأيام سمعت صوت جميل يغني فتحت النافذة و إذ بامرأة تحمل ازهار ، خرجت مسرعة إلى فناء القصر و إذ بامرأة تركض تبعتها جلنار،  طلبت منها الوقوف لكنها لم تستجيب ، و بدأت تمشى وراءها حتى غادرت القصر و اختفت عن الأنظار ، وجدت نفسها بين الحقول الخضراء الجميلة ، أعجبها  ذالك المنظر  ، جلست على بساطه الأخضر و بجانبها  تلك المرأة اعطتها وردة حمراء،  عطرها يفوح ، و غنت لها اجمل الاغاني حتى نست جلنار نفسها ، قامت تغني و تسير تبعتها جلنار دون أن تشعر ، و هي مسرورة جدا ،  ابتعدت كثيرا عن القصر حتى وصلت إلى الغابة و قدمت لها الساحرة اكليل من الأزهار، زادت غبطتها و سعادتها،  أدخلتها إلى كهف مظلم،   خافت جلنار ، هدأت من روعها و قدمت لها عصير الليمون شربته اغمي عليها ، و لم  تستيقظ إلا بعد يومين،  طلبت من المرأة العودة بها إلى القصر  ، وعدتها  تبقى معها هذه الليلة،  و في الصباح الباكر ترجعها هناك،   قدمت لها طعام و وضعت فيه عقاقير و مهلوسات أكلته ، أصبحت تهذي و فقدت السيطرة على نفسها،  و بعد مرور أربعة أشهر لم تستطيع الكلام،  بكماء و فقدت الذاكرة،  و في أحد الأيام ذهبت الساحرة للتسول كالعادة ، سمعت الناس يقولون الملك يريد فتاة لخدمة الملكة ، تؤنسها في وحدتها بعد وفاة ابنتها ، أسرعت الساحرة إلى العودة و أخذت معها جلنارالى القصر  ، و قالت بأنها فتاة يتيمة و ضائعة خرساء،  لما رأتها الملكة  عطفت عليه و أحببتها و قالت أريدها و اسمها نورهان،  جلنار تبكي و تخفى دموعها و لا تستطيع الكلام  ، و استسلمت إلى الواقع و قررت أن تخدم الملكة بكل إخلاص، لكي تعيش بسلام،  بقيت في القصر سبعة سنوات،  أحبتها الملكة بجنون و نسيت حزنها،  و خلال هذه السنين أحب الأمير الفتاة ، لكنه خائف من الإعلان  خشية من رفض والده السلطان  ، و ذات ليلة اخبر والدته و طلب منها المساعدة ، لم تعارض و حاولت أن تقنع زوجها لكنه غضب بشدة و رفض هذا الهذيان ، اصطدم الأمير بكلام والده و  تدهورت حالته و رفض الكلام  ، و مع الأيام وافق الملك مرغما  ، و لما سمع مستشاره هذا الخبر جن جنونه و حاول أن يمنع هذا القرار لكن الملك تدخل و قال له سعادة ابني خير  من الدنيا و ما فيها،  ارتبك المستشار لانه كان يريد تزويج ابنته الوحيدة إلى الأمير،  و كثر دخوله و خروجه من القصر،  أتفق مع الساحرة لصناعة السم و وضعه في فطور الملكة،  و كالعادة احضرت لها نورهان الفطور و لم تشك في شئ ، و ما هي لحظات بدأت الملكة تصرخ أوجاع في امعائها،  سقطت على الأرض حظر الطبيب   ماتت ، و بعد أربعة و عشرون ساعة التقرير الطبي يؤكد أن الملكة ماتت بالسم كل اصابع الاتهام الى الفتاة المسكينة  ، جمدت في مكانها ترى بعينيها و الدموع تنهمر،  شيع جثمان الملكة في جو مهيب و حزين،  و في يوم الغد قرر الملك أن يعدم الفتاة شنقا أمام كل الناس عبرة لمن يعتبر،  حضر الجميع من كل مكان و تقدم المستشار و معه الملك  ، أمر أحد الجنود بتقديم الفتاة  ، و وضع الحبل على رقبتها و أمر بتنفيذ الإعدام ، و إذ بصوت عال يقول اتركوا هذه البريئة لا ذنب لها ، و الجاني بينكم فاهتزت الجماهير،   تقدم الملك سلمه الجندي  الرسالة فتحها : من المستشار الى الساحرة العجيبة اشكرك على السم القاتل الذي قتلت به الملكة و هذه مكافأة لك  ، اريد ان تساعديني بطريقة شيطانية لكي يصاب الملك بالجنون و في الختام الفتاة غدا سينفذ فيها حكم الإعدام اريدك اول الحاضرين،  ارتعد الملك و غضب غضبا شديدا و أمر بتنفيذ الإعدام في الحال للساحرة  و المستشار  ، و تعليق رؤسهم على جدار المدينة للعبرة،  شاع الخبر في كل مكان،  و ذهب  السلطان ابو جلنار لتقديم التعازي و بينما بتجاذبون الحديث طلب السلطان ابو جلنار رؤية الفتاة المسكينة،  و لما دخلت عليهم اغمي  على امها   بدأ أبوها   يصيح و يقول ابنتي جلنار على قيد الحياة،  و هي تبكي و لا تستطيع الكلام أحضر لها كبار الأطباء و الحكماء و خلصوها من مفعول المهلوسات،  و بعد شهور استعادت ذاكرتها و استرجعت الكلام  و حكت لهم قصتها و عادت إلى قصرها و بعد سنتين تزوجت الأمير و انجبت اطفال و عاشت سعيدة بكل اطمئنان و سلام 

نعيمة غنيات الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.