........................ الأميرة جلنار ...................
كان يا مكان في قديم الزمان يحكى أن اميرة جميلة اسمها جلنار تسكن في قصر فخم يحيط به أشجار و ازهار، و كانت جلنار ذات أخلاق و وقار ، و والديها يحبونها كثيرا ، و علموها الاعتماد على النفس و تحمل الأثقال خوفا عليها من غدر الزمان ، كانت تقوم بجميع الأعمال الخاصة بها و هي لم تتجاوز الثانية عشر من العمر، و في أحد الأيام سمعت صوت جميل يغني فتحت النافذة و إذ بامرأة تحمل ازهار ، خرجت مسرعة إلى فناء القصر و إذ بامرأة تركض تبعتها جلنار، طلبت منها الوقوف لكنها لم تستجيب ، و بدأت تمشى وراءها حتى غادرت القصر و اختفت عن الأنظار ، وجدت نفسها بين الحقول الخضراء الجميلة ، أعجبها ذالك المنظر ، جلست على بساطه الأخضر و بجانبها تلك المرأة اعطتها وردة حمراء، عطرها يفوح ، و غنت لها اجمل الاغاني حتى نست جلنار نفسها ، قامت تغني و تسير تبعتها جلنار دون أن تشعر ، و هي مسرورة جدا ، ابتعدت كثيرا عن القصر حتى وصلت إلى الغابة و قدمت لها الساحرة اكليل من الأزهار، زادت غبطتها و سعادتها، أدخلتها إلى كهف مظلم، خافت جلنار ، هدأت من روعها و قدمت لها عصير الليمون شربته اغمي عليها ، و لم تستيقظ إلا بعد يومين، طلبت من المرأة العودة بها إلى القصر ، وعدتها تبقى معها هذه الليلة، و في الصباح الباكر ترجعها هناك، قدمت لها طعام و وضعت فيه عقاقير و مهلوسات أكلته ، أصبحت تهذي و فقدت السيطرة على نفسها، و بعد مرور أربعة أشهر لم تستطيع الكلام، بكماء و فقدت الذاكرة، و في أحد الأيام ذهبت الساحرة للتسول كالعادة ، سمعت الناس يقولون الملك يريد فتاة لخدمة الملكة ، تؤنسها في وحدتها بعد وفاة ابنتها ، أسرعت الساحرة إلى العودة و أخذت معها جلنارالى القصر ، و قالت بأنها فتاة يتيمة و ضائعة خرساء، لما رأتها الملكة عطفت عليه و أحببتها و قالت أريدها و اسمها نورهان، جلنار تبكي و تخفى دموعها و لا تستطيع الكلام ، و استسلمت إلى الواقع و قررت أن تخدم الملكة بكل إخلاص، لكي تعيش بسلام، بقيت في القصر سبعة سنوات، أحبتها الملكة بجنون و نسيت حزنها، و خلال هذه السنين أحب الأمير الفتاة ، لكنه خائف من الإعلان خشية من رفض والده السلطان ، و ذات ليلة اخبر والدته و طلب منها المساعدة ، لم تعارض و حاولت أن تقنع زوجها لكنه غضب بشدة و رفض هذا الهذيان ، اصطدم الأمير بكلام والده و تدهورت حالته و رفض الكلام ، و مع الأيام وافق الملك مرغما ، و لما سمع مستشاره هذا الخبر جن جنونه و حاول أن يمنع هذا القرار لكن الملك تدخل و قال له سعادة ابني خير من الدنيا و ما فيها، ارتبك المستشار لانه كان يريد تزويج ابنته الوحيدة إلى الأمير، و كثر دخوله و خروجه من القصر، أتفق مع الساحرة لصناعة السم و وضعه في فطور الملكة، و كالعادة احضرت لها نورهان الفطور و لم تشك في شئ ، و ما هي لحظات بدأت الملكة تصرخ أوجاع في امعائها، سقطت على الأرض حظر الطبيب ماتت ، و بعد أربعة و عشرون ساعة التقرير الطبي يؤكد أن الملكة ماتت بالسم كل اصابع الاتهام الى الفتاة المسكينة ، جمدت في مكانها ترى بعينيها و الدموع تنهمر، شيع جثمان الملكة في جو مهيب و حزين، و في يوم الغد قرر الملك أن يعدم الفتاة شنقا أمام كل الناس عبرة لمن يعتبر، حضر الجميع من كل مكان و تقدم المستشار و معه الملك ، أمر أحد الجنود بتقديم الفتاة ، و وضع الحبل على رقبتها و أمر بتنفيذ الإعدام ، و إذ بصوت عال يقول اتركوا هذه البريئة لا ذنب لها ، و الجاني بينكم فاهتزت الجماهير، تقدم الملك سلمه الجندي الرسالة فتحها : من المستشار الى الساحرة العجيبة اشكرك على السم القاتل الذي قتلت به الملكة و هذه مكافأة لك ، اريد ان تساعديني بطريقة شيطانية لكي يصاب الملك بالجنون و في الختام الفتاة غدا سينفذ فيها حكم الإعدام اريدك اول الحاضرين، ارتعد الملك و غضب غضبا شديدا و أمر بتنفيذ الإعدام في الحال للساحرة و المستشار ، و تعليق رؤسهم على جدار المدينة للعبرة، شاع الخبر في كل مكان، و ذهب السلطان ابو جلنار لتقديم التعازي و بينما بتجاذبون الحديث طلب السلطان ابو جلنار رؤية الفتاة المسكينة، و لما دخلت عليهم اغمي على امها بدأ أبوها يصيح و يقول ابنتي جلنار على قيد الحياة، و هي تبكي و لا تستطيع الكلام أحضر لها كبار الأطباء و الحكماء و خلصوها من مفعول المهلوسات، و بعد شهور استعادت ذاكرتها و استرجعت الكلام و حكت لهم قصتها و عادت إلى قصرها و بعد سنتين تزوجت الأمير و انجبت اطفال و عاشت سعيدة بكل اطمئنان و سلام
نعيمة غنيات الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.