عند الله..ا. اسامة صبحي ناشي

 ((( عند الله ))) ***


أعترف بأني لم أستطع رغم المحاولات  ....

ولم تكن تجربة قصيرة بل أعوام وسنوات  ....

بدلت فيها طبيعتي .. وغيرت بداخلي كل السمات  ....

وسابقت الوقت والزمن  .. وترجيت الإدراك قبل الفوات ...

ولبست الوجة والأقنعة  .. وجبت لأجلك البلاد والجهات.. 

أشعلت كل مصابيح الهوى. .. وأيقظت العشق من السبات... 

أوهمت نفسي بكل جميل  .. وتخيلت فيك جميل الصفات..

أغلقت حدودي فقط عليك  .. فكنت لي كل الملذات  ...

نسيت لأجلك أنني بشر يقع في الفتن ويطوق للشهوات.. 

أكملت بك منخدعا .. عثرات أيامي وثقوب دنياي  ...

وذلات واقعي وشروخ ماض .. فكنت إكمال لكل الفجوات.. 


لا خطأ لديك  .. فأنا المسوؤل  ....

أنا من طرحت اللغز ....

ولم أوجد له أجوبة ولا حلول  ....

وقيدتني الأيام فلم أعد بمفردي  ....

والمرء موثوق بمن يتعهد ويعول  ....

فكنت جوادا ماهرا في جر عربته  ....

صبره فريد عزيمته صلبة.. إصراره لا يزول  ...

ونسي كل نصيب له في الكون  ....

واعتبر نفسه مؤسس مفهوم الشمول  ....

وقد اكتفى وارتضى بأربع جدران  ....

يضم أنفسا وفي النهاية مكان مأهول  ....


لا سبيل للتقارب ولابد من الفراق  .....

فالعمر له قيمة ومعنى .. لا صراع أو سباق  ....

ومادام المرء حيا .. فإنه يحتاج شوق وإشتياق  ....

فتلك طبيعة أودعها فينا الرحمن  .....

وهذا قول فصل  .. خال من المراوغة والنفاق  ...

وكيف للعبد بين الزحام أن يحيا  ....

دون خل او صديق أو حبيب.. دون رفاق  ....

ولا ندم على ملكة زائفة  .....

شيدت لها قصرا بين الحدائق  ...

والفؤاد من تحته سراديب وأنفاق  ....

وكفاني معارك لا تنفع ولا تجدي  .....

فهناك شيء يحتمل وشيء لا يطاق  .....


بحثت بداخلي عن اي نافذة أو ملاذ  .....

لكن القضية تحتاج إلى ابتكار وإعجاز  .....

وكأن طبعك قانونا غير قابل للطعن .....

ملزم لكل الحضور  .. واجب النفاذ  ....

وأن الهوى الفقيد  .. فريسة بين الأنياب  ...

لا تستحق مغامرة او مخاطرة او محاولة إنقاذ  ....

وبالفعل إرضاء المبهم والمجهول  .....

محاولة لعبور الخط الأخضر  .....

دون تصريح او إذن أو تذكرة او جواز  .....

وكأني حين أود الاقتراب  .....

أصعب من تغيير ميثاق الأمم  ....

أو نقض بنود اتفاق دول الإنحياز  ....


ليتك كنت أسرع .. أقرب..  أسهل  ....

لكان العالم حولنا أروع و أجمل  ....

ليتنا علمنا شؤون بعضنا  .....

ليتنا تعلمنا مما كنا نجهل  .....

عاملنا واقع بضيق الأفق  ....

حبذا لو كان الفكر أعم وأشمل  ....

وأن من يستحق التقدير  ....

ليس من يباهي كذبا  ....

بل من يجتهد ويكد ويعمل  .....

ولتخبريني عزيزتي  ....

كيف العلا والمعزة .. ؟

لمن نسي وأنكر وفرط وأهمل  ..؟

وأن القلوب على صنفين  .....

منها من يقبل ويسامح ويترفع  ....

ومنها من لا يستطيع أن يصبر أو يتحمل  ...أما صاحبك..  فكما تعلمين  ...

ما جرب يوما  .. أن يترجى او يتسول  ...

ولطالما حييت في نعمة ربي  .....

وأعوذ به أن تزول أو تتحول  ....


اسامة صبحي ناشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.