سكرات الموت. .. (نثر) بقلم:ماهر اللطيف

 سكرات الموت. ..

(نثر)


بقلم:ماهر اللطيف


رأيتني أترنح ذات اليمين وذات الشمال،

لا أفرق بين اليمين واليسار ولا بين الحرام والحلال،

أو الشمس والقمر أو النجوم والهلال،

ولا بين الكهول والشياب أو الأطفال أو الأشراف والأنذال...

أتكئ على هذا الحائط وذاك وأمسك بهذا العمود

وذاك ولم يعد يعني لي شيئا هذا الوجود

ولا من يتعلق به ويجري وراء الأحلام والمفقود

وينسى حمد الله على المحقق َالموجود....

أسقط أرضا فأفترش التراب والأوسخة أحيانا للأسف، 

وأقوم وأستقيم أحيانا أخرى وأنا أرتجف

ولا أشعر بجسدي الذي وهن و تداعى ورخف،

ولا العباد التي تحاول مساعدتي حتى أخف....

فتظلم الدنيا في وجهي وتغلق أذناي عن كل حس

وتشل جميع حواسي ومشاعري بما فيها الخوف والهوس،

وأشعر بالعطش ولا أستطيع التعبير عن ذلك حتى بالهمس

أو النطق أو الإشارة أو الكتابة أو اللمس....

أهذي،أثرثر،أتحدث بكلام غير معلوم أو مفهوم،

أنظر هنا وهناك ولا أرى  شيئا أو أحدا على العموم

رغم كثرة الناس من حولي وتساؤلهم عما يحوم

ويحصل لي في هذا الوقت المعلوم....

فمنهم من يقول "مريض ومسكين، علينا إعانته في الحال

وطلب النجدة له إن لم يتعرف اليه أحد من الرحال"،

ومنهم من يقول "سكير  وعجوز يهوى المجون التجوال

ولا يعبؤ بما ينحر عن ذلك من سيناريوهات وأحوال"،

و منهم من يقول "أصابته وعكة صحية مفاجئة الآن

وقد تكون عواقبها وخيمة إن لم يسعف ويعبر بر الأمان "

و آخرون قالوا" هذه مسرحية وطريقة لا يستهان

بها ينتهجها مثله لجلب الإنتباه و التحايل على الإنسان "...

فكثرت الإشاعات من حولي ولم أشعر بها في الحقيقة

بما أني كنت في ذلك المكان وتلك الدقيقة

أصارع سكرات الموت وما تشهده من مواقف دقيقة

كالغفلة والجهل والغشية وغيرها من الأحداث العميقة

والمفزعة الدالة على النهاية وغلق صحيفة الحياة

و الشروع في استقبال مرحلة الممات

قبل القبر والحياة البرزخية، فيوم الحشر وتوزيع المقامات

و الإقامات الخالدة إلى أن يشاء الله في كل الحالات....

وها أنا أسقط مجددا على الأرض بعد ان إرتطم الرأس بحديد

عمود أمامي كان مغروسا في هذا الطريق الفسيح المديد

فتغزوني الدماء وأنا أحاول ذكر الله التشهد بالتحديد

والناس تقول "رحم الله وغفر لهذا الجثمان الجديد"...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.