أرض ومنزل.. بقلم : الشاعر-عبد السلام جمعة
أرض ومنزل
...........
وأبكتني بعد الظاعنين منازل
ولا أدري بي الغدر ما سوف يفعل
لقد صادروا أرضي لتنقل للعدا
وما زلت مع صمتي الحزين اسائل
أصابوا من الطير المغرد مقتلاً
فكيف يغني الفجر والدمع يهمل
فكيف يغني الطير والجرح نازف
فكيف يغني الطير وهو مكبل
صمدت طويلا ثم عدت لاشتكي
وادري بأن الصمت أجدى وأجمل
فأرضي بها الخوخ المعطر بالندى
و بالقرب منها يا فؤاد خمائل
تغني السواقي في الجوار ترنماً
تغني لها قرب الغدير بلابل
بها نبعة تأتي الطيور لمائها
ولي قربها ظل وحب ومنزل
قطوف تدلت يا اشتاقي كأنما
تدلت من الغيد الحسان الجدائل
وأرضي بها العناب أحمر من دمي
وأرضي بها لوز وفيها سفرجل
وفيها نخيل طاول الشمس جيده
وفيها من الزيتون ما هو مذهل
وغادرت أرضي بعد طعنة قاتل
وطير الهوى يبكي وعن حالي يسأل
أيذبح من يهوى ربيع بلاده
ويترك مجروحاً يحن ويأمل
وصارت جياد الحي تبكي لحالتي
تنادي على ذاك الجريح وتصهل
الى أين أمضي حيث ضاعت دروبيا
الى أين أمضي والطريق مهلهل
أأبقى على هذا أموت بحسرة
وجرح بلادي مثل جرحي مهمل
اقول الذي عندي وما عاد خافيا
ودمعي الذي يملي وحرفي معطل
سأبقى أغني للحقول وزرعها
وأدري بأن العشق أمرٌ مزلزل
وما قتل العشاق الا غرامهم
وأسمى معاني العشق ما كان يجهل
بقلمي : الشاعر-عبد السلام جمعة
تعليقات
إرسال تعليق