لَا تَبْـــكِ أَبِـــــي..شعر عبد المجيد زين العابدين
..لَا تَبْـــكِ أَبِـــــي
لَا تَبْكِ أَخِي لَا تَبْكِ أَبِي **الْمَوْتُ بِحَــقٍّ نِهَايَتُنَـــــــا
إِنْ فِي سِلْمِنَا أَوْ فِي حَرْبِنَا**لَا مَا إِنْ أَتَانَــــا يُؤَخِّرُنَا
ذَهَبَ الْأَهْلُونَ بِلَا رِجْعَةٍ **وَبَقِينَا نَحْنُ لِوِحْدَتِنَــــــــا
رُبَّمَا نَلْتَقِيهِمْ غَدًا يَا أَبِي **فَيُسَرُّالْجَمْعُ بِرُؤْيَتِنَـــــــــا
**************
مَا عُدْتُ أَرَى أُمِّي فَأَنَا **مَوْجُوعٌ كَأَنِّي لَسْتُ أَنَـــا
مَا عُدْتُ أَرَانِي مُنْتَفِعًا **مِنْ دُنًى مَا عَلَيْهَا عَزِيزَتُنَا
وَالْأُخْتُ كَذَاكَ تُفَارِقُنَا**تَحْتَ الْأَنْقَاضِ تَلُوحُ لَنَـــــا
وَرَضِيعٌ لَهَا مَا بَانَ لَنَا**إِلَّا أَشْلَاءَ تَلُوحُ لَنَـــــــــــا
**************
فَتَصَدَّى الْوَالِدُ قَالَ لَهُ **لَا تَقُلْ مَا قُلْتَ فَإِنَّ لَنَـــــــا
أَنْ نَدْعُو اللَهَ لِيَرْحَمَهُمْ **رَحْمَةً كُبْرَى قَدْ تُبْهِجُنَــــا
فَلَهُمْ جَنَّةٌ يَرْضَوْنَ بِهَا **وَلَنَا مَا شَاءَ اللَهُ لَنَـــــــــــا
مَنْ يَدْرِي مَاذَا يَصِيرُ لَنَا **بَعْدَ حِينٍ مِمَّنْ يَرْصُدُنَا؟
**************
مَوْتَانَا كَثِيرٌ بِلَا عَدَدٍ **فِي صَفِّ الصِّغَارِ أَزَاهِيرِنَــــا
أَصْبَحْنَا نَدْفِنُ في حَيِّنَا **وَهْوَ أَمْرٌ حَقًّا يُحَيِّرُنَـــــــــا
فِي جَنْبِ الْمَنَازِلِ نَدْفِنُهُمْ **قَدْ قَلَّتْ بَعْــــــــدُ مَقَابِرُنَا
وَنُصَلِّي عَلَى الشُّهَدَاءِأَمَا**مَ الْمَشْفَى وَلَا بِمَسَاجِدِنَـــا
******************
اِتِّقَاءَ قَنَابِلِهِمْ ضِدَّنَا **بِالْمَسَاجِدِ بِالْمِرْصَـــــــادِ لَنَـــــــا
لَسْتَ وَحْدَكَ يَا اِبْنِي فِي ذَا الْحِمَى**لسْتَ وَحْدَكَ أَنْتَ وَلَا وَحْدَنَا
إِنَّمَا الْآلَافُ لَنَا زُهِقَتْ **أَرْوَاحُهُمُ يَا خَسَارَتَنَـــــــــــــا
عَائِلَاتٌ بِرُمَّتِهَا مُحِيتْ **بَغْتَةً مِنَّــــــا هَـــلْ تَعُودُ لَنَا ؟
******************
الصِّغَارُ الَّذِينَ نَرَاهُمْ هُنَا **ذَهَبُوا كُلُّهُمْ لَمْ يَعُودُوا هُنَــــا
أَيْنَ لَيْلى وَأَحْمَدُ لَيْسَا هُنَا **أَيْنَ سَلْمَى وَهِنْدٌ أُخْتُ سَنَـــا
وَالضَّحُوكَةُ رَوْضَةُ أَيْنَ تُرَى؟**كَمْ كَانَتْ رَوْضَةُ تُضْحِكُنَا؟
وَأَخُوهَا الصَّغِيرُ يُسَانِدُهَا **فِيمَا تُبْدِيهِ وَتَرْوِي لَنَـــــــــا؟
*************
ذَهَبُوا كُلُّهُمْ لَمْ تَبْقَ سِـــــوَى **أَشْبَاحِهِمُ فِـــــي أَعْيُنِنَــــا
مُتَرَاقِصَـــــــــةً مُتَرَامِيَــــــةً **لِزَمَانٍ مَرَّ تَطِيـــــــرُ بِنَا
يَا زَمَانَ الْأُنْسِ أَلَا عُدْ لَنَا **فَمَتَى سَتَعُودُ إِلَى أَرْضِنَــا ؟
وَتَرَانَا فِي أَرْضِنَا لَيْسَ مَنْ**قَدْ تَرَاءَى كَأَمْسِ لِيُحْرِجَنَــا
*************
لَكِنْ كُلُّ ذَا لَا يُنْقِصُ مِــــــــنْ **عَزْمِنَا يَوْمًا أَوْ يُؤَخِّرُنَا
فَالْعَزْمُ لَدَيْنَا مُكْتَمِـــــــــلٌ **فِي جُلِّ الْمَوَاقِفِ يَحْضُرُنَــا
فَلْتَظْهَرْ قَوِيًّا يَا وَلَــــدِي **عِشْتَ فِيهَا لِتَنْصُرَ ذَا الْوَطَنَـا
ثُمَّ تَرْفَعُ رَاَيَتُهُ عَالِيًــــــا **وَلْتَكُنْ دَائِمًا أَبَــدًا مَعَنَـــــــــا
*****************
.
نَحْنُ نَحْيَى الْحَيَاةَ إِلَى أَجَلٍ**مَلَكُ الْمَوْتِ هَذَا يَقْبِضُنَا
أَعْطَانَا اللَهُ إِلَى أَجَلٍ **مِثْلَمَــا أَعْطَانَــــا يَأْخُذُنَــــــا
أَجَلٌ قَدْ تَطُولُ ثَنِيَّتُهُ **أَوْ تَقْصُرُ مَــاذَا بِقُدْرَتِنَــــــــا؟
أَحْوَالُ الْمَوْتِ بِلَا عَدَدٍ ** الْغَابِــــرُ لَيْسَ كَحَاضِرِنَا
***************
اللَهُ يُصَــــوِّرُ أُمَّتَــــــــهُ**وَجَمِيعُ الْخَلَائِقِ مِنْ رَبِّنَـا
لَكِنَّ الطَّبَائِعَ لَيْسَ لَهَــا **مَا يُوَحِّدُهَا فِـــي خِلْقَتِنَــــا
مِنَّا مَنْ نَرَاهُ مُهْتَدِيًـــــا **أَمَّا غَيْرُهُ فَهْوَ شَيْطَانُنَــــــا
وَإِذَا مَا سَأَلْنَا عَنْ سَبَبٍ**لـــــهِدَايَتِنَا أَوْ شَقَاوَتِنَـــــا
************
لَمْ نُلَاقِ جَوَابًا يُقْنِعُنَــــا **إِنْ لِهَادٍ يُرَى أَوْشَقِيٍّ لَنَا
الشَّقِيُّ صُنُوفٌ مُصَنَّفَــةٌ ** وَالْهَادِي بِعَدِّ أَصَابِعِنَـا
هَذَا أَمْلَتْهُ تَجَارِبُنَـــــــــا **وَتَبِعْنَا صَدَاهُ بِأَعْيُنِنَـــــا
لَا تَعْجَبْ أَخِي مِنْ تَضَارُبِهِ**فَالتَّضَارُبُ أُسُّ مَعِيشَتِنَا
*****************
فَلَرُبَّتَمَا مَا أُصِبْنَا بِهِ **مِنْ عَذَابِ الْجَارِ وَأَعْدَائِنَــــــا
وَتَدَاعِي الُّلحْمَةِ مِنْ بَيْنِنَا **هُوَ مِمَّنْ بَرَانَا اِمْتِحَانٌ لَنَا؟
هُوَ مَا كَتَبَ اللَهُ مِحْنَتَنَا**فَعَلَيْنَا تَحَمُّلُ مَكْتُوبِنَـــــــــــا
لِبُزُوغِ الشَّمْسِ وَبَهْجَتِهَا **وَالنَّصْرُ الْعَمِيمُ يَؤُولُ لَنَا
عَبْدُ الْمَجِيدِ زَيْنُ الْعَابِدِينَ
الأحد 29/10/2023
تعليقات
إرسال تعليق