عودة زائر ...شعر مصطفى سريتي
.... عودة زائر ...
اقرع أجراس بيتك الفريد
و تفضل بالدخول...
أيها الزائر القديم الجديد...
فاليوم أنت فينا ضيف،
تستقبله الشموع في بيت لحم
بمناديل الورق و حلوى العيد...
و زغاريد الشهيدات تطلق
عيارات من نجمة داوود
على أغصان الزيتون...
فتغني الراهبات صلاة اليتم
على بكاء الأطفال في المعابد ...
و يرقص الأب الروحي
للحياة و الموت في الميعاد...
حين يحل ظلام الجهل
و ينتصف الليل...
و تسطع نجمة الراعي
معلنة بميلاد حدث سعيد...
تعانق الفراشات أزهار الربيع
و ينبع النهر من مكان بعيد...
حاملا أسرار الحياة البائسة...
و أكوام من الأوراق اليابسة.
ليعود الزائر في ثوبه المعتاد
مرتديا قميصه الدموي...
و سرواله الأحمر القاني.
ممتطيا دبابة بمئات الجياد.
تحلق في سماء الأقصى
و تلوح بالمناديل السود...
خلف الصخرة هناك...
بساتين التين تعصر عنبا
تبكي خمرا و ترغب في المزيد.
تتعطل صلواة القداس
بالمتاريس و طلقات البارود...
فيزحف جيش الحماسة
في عيون المصلين
بباحات البيت القديم...
و أنا وحدي هناك ساجد.
و من خلفي أقواس النصر
تهاوت أحجارها...
و اجتثت أشجارها...
فاكتشفت أسرارها...
و يبدأ العد و التعداد
في كل يوم حزن و حداد...
و البنادق لا تفارقها الزناد...
في السلم و الحرب
كما في أعياد الميلاد...
مصطفى سريتي
المغرب
تعليقات
إرسال تعليق