وصايا باريس...د. علي المنصوري

 وصايا باريس 

-------------

لعينيكِ ..

سأكتب الوصايا 

أغاني من ألحان القمر

وكلام ينطقه الرمل 

النار بدأت تقترب 

لا أدري هل سأحترق ؟

وصايا ..

بحكم الكلام 

وحروف من بين الصدى

ليتني أسير في داخلي

أو أتحرك بين شظايا الزجاج

عبثا سأكتب 

ولكِ سأرسل 

أقداس حلم يدنس كلامه الصدى

وتلك الغيوم الموشومة في جلد المساء

ستمطر حبات حنين

ليتني أمنع سقوط القطرات على الورق 

سيزاح الحبر 

وتضيع الوصايا

تعالي ..

أقرأي ما كتبت 

فيها اعتراف لِمَ مضى

ودستور لِمَ سيأتي

لعينيكِ ..

سأفتح نوافذ الكآبة 

هناك سحب تبحث عن طبقات باردة 

فهل ستمطر مجددا ؟

فيا لها من وصايا ..

منحتكِ فيها من عمري الكثير 

فأنتِ لكِ إرث الروح والمال 

ألم تألفي حنيني 

وذلك الدخان الغريب

كم شعاع حاد شق السماء

وفلقني نصفين لأكون قاعا لوصاياكِ

أو ذرات حروف تكتبين بها قصيدتكِ

سأكتب قصيدة بلغتي المحرومة 

وسلاح الكلمات 

بئس المغني والمحارب

سأنتظر حتى تنتهي مراكبنا من أسر البحر

وذلك الحجر الصلد الذي يعكس ضوء الكواكب

قمما تتلاشى

وطيرا جارحا لا يرتضي الموت 

فلم يتبقَ سوى انكسار اللون في جسد القصيدة

إقرأي ما كتبت 

فقصيدتي لكِ وصايا 

فيها شعر الأمس وقوافي الغد

فيا ليت شعري فيه لم أجد سواكِ

امرأة تغني للقادمين من زحل 

ألا ترين وصايا الزيتون تزهر 

والياسمين تكلم 

وأنا أبحث عنكِ بين الوجوه عند إيفل

هناك أضعتكِ في باريس بين الضوء والقمر 

تعالي .. إرجعي 

أقرأي الوصايا .. فإني أسميتها 

   "" وصايا باريس ""

فيها أنتِ ولن أكتب لسواكِ


د.علي المنصوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.