البحيرة الخضراء...كلمات وبقلم/ علاء فتحي همام
البحيرة الخضراء / تلتف حولها الاشجار فتحجب عنها الأنظار والأشجار تتشابك فروعها في منظر بديع عند دخول الربيع رائعة أفنانها متشابكة أغصانها وحارسة البحيرة تظهر بعد الغروب عليها ثياب بها ثقوب حمراء اللون كأنها شيطان الكون تخشى النفس رؤيتها ولا تعرف ما هي قصتها وشعر رأسها كالثلج بياضه وبيدها تخرج أمراضه هكذا يصفونها وساكنوا القرى يهابونها فهي ساحرة ولها شر وفي نفسها تغتر فهي تتفنن في المكائد بجراءة وبشكل زائد واللون الأخضر هو لون المياه وكأن البحيرة تهواه فالعجيب خضار ذاك الماء وكأن ملائكة السماء أتت بقبة خضراء هكذا يراها من يطير أعلاها وتسمع أصوات التماسيح وكأنها تسبح التسابيح والساحرة لها أقدام لا تهدأ ولا تنام فتجوب البحيرة طوال اليل ولها جناحين وطول زيل وعند قدوم النهار تتخفى عن الأنظار بين فروع الأشجار وعلى الماء تطفوا الطحالب واللون أخضر غالب فهي تشبه النباتات بسيطة التركيب والأصباغ الخضراء هي لونها العجيب والطريق اليها مخيف يشق النخل الكثيف وقرر ثلاثة من الشباب زيارتها رغم وعورة الطريق وقسوتها ووصلوا إلى البحيرة بعناء وشاهدوها قبة خضراء كأنها هبطت من السماء وهم يتأملون فإذا بفتاة جمالها كأنه جنون تظهر أمامهم فتجذب إنتباههم فسألوها من أنت ولماذا ورائنا أتيت وهل انت من قريتنا أتختبرين عفتنا فلم تجبهم وجمالها صار يعذبهم فتركوها وذهبوا وهم يجوبون البحيرة أنتبهوا فإذا هي تظهر أمامهم وتخبرهم بأسمائهم وكم هي اعمارهم فأوجسوا منها الخوف والرعب وأدركوا أنهم في موضع صعب وأنهم عليهم أن يستجيبوا لها لكي ينجوا من بأسها فقالت إني أملك كنز كبير وإلى الصخرة أخذت تشير ولا أحد يريد أن يأتي معي فهل تأتوا معي فرفضوا في البداية ومع إلحاحها وافقوا في النهاية والكنز عند الصخرة على أخر شعاع للشمس يلامس الصخرة لمس عندها يظهر المكان محدد بكل إتقان فإذا بأخر شعاع عن الصخرة يغرب عندها قالت هنا فلنجرب وبدأوا يحفرون وإلى أنفسهم ينظرون وبدأ الظلام يكسوا والخوف يدب في نفوسهم ويقسوا وإذا بالصخرة تشتعل بها النيران فركضوا بعيدا عن المكان ماهذا هكذا ينطقون والفتاة هي الساحرة التي عنها يسمعون فأخذوا يصرخون وبعيدا عنها يهرولون وثيابها كما الوجه أحمر وجناحيها والذيل أسمر فأرادوا الهروب فأحاطت بهم النيران من كل الدروب إلا جهة المياه فألقوا بأنفسهم بغية النجاة وكلما أرادوا الخروج من المياه وجدوا الساحرة أمامهم ملقاة يخرج من وجهها النار فهي بحق من الفجار حتى أشرق الصبح وهم يصرخون فوجدوا ثغرة ونحو الطريق أخذوا يهرولون فأصدرت الساحرة صوتا مخيفا فركضوا ركضا عنيفا فنادتهم قائلة هذه بحيرتي وفيها عزتي والسحر مهنتي وهو قصتي وأنا بنت أشرار وأفعالي أفعال فجار ،،
كلمات وبقلم/ علاء فتحي همام ،،
تعليقات
إرسال تعليق