**نفحات رمضانية ..1-5..**الطَّيْبِي صَابِر**
**نفحات رمضانية مستوحاة من روح الشهر الفضيل**
**النَّفْحَةُ الْأُولَى: رَحْمَةُ الصِّيَامِ**
إِذَا أَتَى رَمَضَانُ
جَاءَ رَحِيمًا
وَمَسَحَ جُرُوحَ الْقَلْبِ
كَيْ لَا يَأْلَمَا
جُعِلَ الصِّيَامُ لَنَا
حِمًى وَسَكِينَةً
وَغَدَا لِرُوحِ التَّائِهِينَ مُلْهِمًا
فِيهِ تُـمْحَى الزَّلَّاتُ
جُودًا مِنْ عُلَا
فَاغْتَنِمِ الشَّهْرَ الْعَظِيمَ
تَكَرُّمًا
إِنْ جُعْتَ
صَبَّرَكَ الْإِلٰهُ
وَإِنْ غَفَوْتَ
أَيْقَظَتْكَ فِي الصُّبْحِ
آيَاتُ السَّمَا
وَإِذَا تَنَفَّسَ الصُّبْحُ
لِلصَّلَاةِ تَأَلَّقَتْ
بَشَائِرُهُ نُورًا
تُضِيءُ الْأَنْجُمَا
كَمْ صَائِمٍ
بِالْجُوعِ ذَاقَ لَذَاذَةً
وَجَنَى بِحُبِّ اللهِ
قَلْبًا مُفْعَمًا
ذَاقَ الْفَقِيرُ صِيَامَهُ
فَإِذَا بِهِ
قَدْ عَادَ يَبْسُطُ كَفَّهُ
مُتَبَسِّمًا
يَا رَبِّ
فَارْزُقْنَا الصِّيَامَ وَفَضْلَهُ
وَاغْفِرْ لَنَا ذَنْبًا مَضَى
أَوْ أَظْلَمَا
**النَّفْحَةُ الثَّانِيَةُ: نُورُ الصِّيَامِ**
يَا سَائِلًا
هَذَا سِرُّ شَهْرٍ أَقْبَلَا
فِيهِ الْجَمَالُ تَجَلَّى
وَاهْتَدَى الْمُبْتَلَى
فِي كُلِّ حَيٍّ
تَسْتَفِيقُ مَآذِنٌ
وَتُسَبِّحُ الْأَرْوَاحُ
فَيْضًا مُرْسَلَا
يَعْلُو النِّدَاءُ
فَتُجِيبُهُ أَفْئِدَةٌ
مُسْتَبْشِرَةٌ
بِضِيَاءِ بَدْرٍ أَكْمَلَا
وَالصَّائِمُونَ
وَجْهُهُمْ مُتَوَهِّجٌ
فِيهِ الضِّيَاءُ
كَأَنَّهُ شَمْسُ الْعُلَا
ظَمَأُ النَّهَارِ
طَهُورُ نَفْسٍ صَائِمَةٍ
وَجُرْحُهَا بِالذِّكْرِ
أَمْسَى مُنْدَمِلَا
صَبْرٌ يُزَيِّنُهَا
وَذِكْرٌ طَيِّبٌ
وَالْقَلْبُ بِالْآيَاتِ
يَحْيَا مُبْتَهِلَا
يَا رَبِّ
فَاجْعَلْنَا مِنَ الْعُبَّادِ
فِي شَهْرِ الرِّضَا وَالصَّفْحِ
سِرًّا مُبَجَّلَا
وَاغْفِرْ لَنَا ذَنْبًا مَضَى
فِي غَفْلَةٍ
وَاكْتُبْ لَنَا نُورًا
لِدَرْبٍ مُسْتَقْبَلَا
رَمَضَانُ ضَيْفٌ
فِي الْقُلُوبِ مَقَامُهُ
فَاجْعَلْ قِيَامَهُ يَا رَبِّ
إِيمَانًا مُتَقَبَّلَا
**النَّفْحَةُ الثَّالِثَةُ: الْقُرْآنُ فِي رَمَضَانَ**
سِحْرُ التِّلَاوَةِ...
يَتَسَلَّلُ إِلَى الْفُؤَادِ...
كَنَسِيمِ فَجْرٍ...
فِي صَحْرَاءَ جَلِيدَهْ
كُلُّ آيَةٍ...
نَبْضَةُ نُورٍ...
تَشُقُّ عَتْمَةَ الْقَلْبِ...
وَتَرْفَعُهُ...
إِلَى أَعْلَى مُرْتَبَةٍ حَمِيدَهْ
فِي اللَّيْلِ...
صَوْتُكَ الْخَاشِعُ...
يُحْيِي رُوحًا كَادَتْ تَذْبُلُ...
وَيُضِيءُ زَوَايَا النَّفْسِ الْبَعِيدَهْ
كِتَابُ اللهِ فِي رَمَضَانَ...
رَفِيقٌ لِلرُّوحِ...
يَسْقِيهَا حِكْمَةً...
وَنُورًا...
وَحَيَاةً فَرِيدَهْ
اِقْرَأْ…
وَدَعِ الدَّمْعَ يَنْهَمِرُ...
فَفِي الدَّمْعِ طُهْرٌ..
وَفِي الدَّمْعِ عَوْدَةٌ...
إِلَى الْبَرَاءَةِ الْمَفْقُودَهْ
اِقْرَأْ…
لَيْسَ لِتَعْرِفَ...
بَلْ لِتَذُوبَ...
كَالشَّهِيقِ فِي حَضْرَةِ الْبَحْرِ...
لِتَنْفَتِحَ الْكَوَاكِبُ فِي صَدْرِكَ..
وَتَشْتَعِلَ الْحَقَائِقُ...
فِي نَبْضَاتِكَ الرَّعْدِيدَهْ
فَقَارِئُ الْآيَاتِ...
يُزْهِرُ وَجْهُهُ...
كَمَنْ مَسَّهُ الْمَطَرُ الْأَوَّلُ..
فَلَا تَتْرُكِ الْمُصْحَفَ...
فِي زِحَامِ الْهَوَى...
فَالْقَلْبُ الْعَارِي...
يَحْتَاجُ أَسْوَارَ نُورٍ عَتِيدَهْ
وَتَدَبَّرْ…
فَفِي كُلِّ حَرْفٍ...
وَمْضَةُ سَمَاءٍ..
وَفِي كُلِّ كِلْمَةٍ...
نَفْسٌ تَحْيَا...
وَفِي كُلِّ آيَةٍ...
نَافِذَةٌ إِلَى الْبَرِّ الْمَأْمُونِ..
مٍنْهَا تَنْزَعُ الْعَتْمَةُ وَجْهَهَا..
وَيُصْبِحُ الصَّمْتُ...
جُبَّةً لِلرُّوحِ جَدِيدَهْ
**النَّفْحَةُ الرَّابِعَةُ: رُوحُ الْقِيَامِ**
يَا سَعْدَ مَنْ قَامَ
اللَّيَالِيَ سَاجِدًا
مُتَبَتِّلًا لِله
يُخْفِي أَدْمُعًا
كَمْ رَاكِعٍ
قَدْ لَامَسَ السَّجَّادَ
فِي حُبٍّ
تَجَرَّدَ مِنْ حَيَاةٍ مُتَوَجِعًا
يَا لَذَّةَ الرَّكَعَاتِ
حِينَ يُقِيمُهَا لِله
يَحْيَا فِي الضِّيَاءِ
وَيَخْشَعَا
وِتْرًا يُنَاجِي فِي الدُّجَى
مُتَوَسِّلًا
فَيُفِيضُ الرَّحْمَنُ
مِنْ عَطَاءٍ أَنْفَعَا
كَمْ سَاهِرٍ
نَالَ الرِّضَا فِي سَجْدَةٍ
وَالْكَوْنُ
مِنْ حَوْلِ الْمُصَلِّي أَضْيَعَا
لَا تَتْرُكِ الْوِتْرَ الْجَمِيلَ
فَإِنَّهُ سِرُّ الْقُلُوبِ
إِذَا أَرَادَتْ مَرْجِعًا
فَاجْعَلْ قِيَامَ اللَّيْلِ
زَادَكَ دَائِمًا
وَاغْسِلْ بِهِ
دَرْبَ الْخَطَايَا أَجْمَعَا
يَا قَائِمَ اللَّيْلِ
اسْتَمِرَّ
فَرَبُّنَا وَعَدَ الْمُنِيبَ
بِأَنْ يَفُوزَ وَيَرْبَحَا
وَإِذَا بَكَتْ عَيْنُ التَّقِيِّ
مِنَ التُّقَى
سَالَتْ لَهُ
جَنَّاتُ عَدْنٍ أَوْسَعَا
**النَّفْحَةُ الْخَامِسَةُ: صَلَاةُ التَّرَاوِيحِ**
إِذَا جَنَّ لَيْلُ الصَّوْمِ
فَانْهَضْ خَاشِعًا
وَاجْعَلْ صَلَاتَكَ
نُورَهَا وَإِمَامًا
فَالتِّرَاوِيحُ مِصْبَاحُ الْمُؤْمِنِ
إِذَا مَا عَاشَ فِيهَا
رُوحُهُ وَغَرَامًا
يَا مَنْ سَمَا فِي اللَّيْلِ
يُنْصِتُ خَاشِعًا
وَيَسِيرُ فِي الْأَسْحَارِ
فَوْجًا عَارِمًا
كُنْ فِي التَّهَجُّدِ
فِي عِبَادَةِ رَبِّكَ
تُزْجِي الدُّعَاءَ
لِمَنْ يُحِبُّ سَلَامًا
**الطَّيْبِي صَابِر** (المغرب)
تعليقات
إرسال تعليق