( الاسفار )..... ... احمد الرواز ....

 ســـفر الريــــــح

اهدأي ايتها العاصفة الهوجاء

لا تثيري شجوني

أنا ابن هذي الأرض

ابن الرمل المتناثر بين الأشياء

ابن صخبها وهدوئها وتبعثرها

اهدأي

لاتسخري من هذا الشجر 

المتناثر الأغصان والاوراق

هنا وهناك

 كأنها عجائز 

نثرت شعرها ترقص

 رقص غجرية في عرس قروي 

ألاتدرين ايتها الريح المدفوعة دون حياء 

 ان تشرين ذات يومٍ جاء.

فبكى على أطلال روحي ومضى

كم كان طيبا معي

لم يعرٍها 

وأتيت أنت فاهدأي

ايها العاصفة الموغلة في صمتي 

حد الصراخ

فقرانا الطينية لازالت على فطرتها القديمة 

تغفوا قرب الشطآن

لازالت نوارسها تنتظر المطر الوسمي

مثل بلورٍ سماويٍ

يبلل اطراف اجنحتها المخبولة في الطلق

لازالت اصوات العصافير تبشر بالصباح

لازال خرير النهر يثير شهية الغرقى

لازال صوت جدي

 يوقض للصلاة رغم انه مات

أوآه ياجدي

الحفيف واللفيح

وصوتك للآن يرن

 مثل صوت سندان قديم 

لازلنا نتهرب تحت اغطيتنا 

كي لاتوقظنا قبل وضوئك الفجري

مثل صراصير تتهرب من الضوء في عتمة الزوايا

نبحث عن دفء ليلنا المصحوب بالحكايا.

عن بقايا لهاث دافء 

من جمرات مواقد الامس.

مثل حقول القمح 

نتلوى تحت أغطيتنا نلتف

وصفير الريح المرعب 

كأنه غول اجتاح كل الدروب

وبعثر كل ألأشياء المتروكة خارج البيوت

 وأحدث الفوضى في الدروب

صــــه

واسمع صوت اواني دحرجتها الريح

حدق على الملابس المنشورة على الحبال 

انها ترقص في الريح

انظر..

ذاك  ثوب جدتي

كأنها هي التي رقصت دون حياء

وثوبي كأنه غجري

 يرقص في حفل زفاف 

ماذا لوكنت بداخله؟

هل أجيد الرقص على أنغام عاصفة اقتلعت اشجار حديقتنا

سخراَ

لو كانت تلك جدتي 

او كنت أنا الذي أراقصها

وعهراً

لو كان ثوب جارتي ذاك الذي لو كانت به ألأن تعرت

اهدأي..  اهدأي..

فاختلاج اللحظات في صدري

 يكفي أعاصيراً والف بركان

لو كنت طيراً لأضربت عن التحليق مادمت هنا

لو كنت آه لعدت الى اي جسد مسجى

فاهدأي.. 

لا تثيري النعاس في عيون قرويتي

تلك التي اختارت أن تكون قاتلتي

واختارتني أن اكون انا الدفان

اواه ياقرويتي.. 

لملمي ارتماءاتي من بين الأشياء

لملمي اشلائي المتناثرة ما بين سنيك والضياع ألأبدي

لملميها مثل رجل ثلجي

واستلي من اهدابك سيفاً

مثل فارسٍ جاء عصر البطولات السحيق

من زمن الجليد ألأول

انتظريني.. 

ساشهر شوقي بوجه حراسك

انازلهم. اقاتلهم. كما الأساطير

واعلمي اني لأجلك فتحت فتوحاتي

وباسمك يا مملكة الروح القدسية سجلت انتصاراتي

قرويتي.

هذا زمان ارتجال البطولات الكاذبة

فاسمعي يا سيدة اللحظة والحاضر الموهوم

كان كل شيء لأجلك أنت

المرايا 

 الهدايا

 البطولات المزعومة

وخاتمة المطاف 

اني ضحكت على اهتزاز ثوبك في الريح

قرويتي تجيد الرقص مثل جدتي

تتمايل اكمام ثوبك مثل غانية لعوب

تراقص عاصفة؟ 

ترى أي احتراق به الآن سيدتي؟

وأي نشوة أن اتخيل الروح تراقص اطراف ثوبك؟

هيا ياقرويتي ألجميلة 

عودي أليَ الآن

فامك لازالت تبحث في رأسك عن شيء يهسهس تحت أناملها

عن سر لايعرفه سوى الأمهات

مثل سر الريح

فأهدأي..

 كي تعود الأطياف الى مرافئها

كي يعود الزمن الى حقيقته 

وتستقيم من بعثرتها الساعات

وأعود 

اجمع اشتات احلامي الجامحة

لأحكيها لكل العشاق

سوف اروي لهم عن الريح

عن قرويتي

 وعن ثوب جدتي

 وأشجار حديقتنا

اهدأي. 

كي يهرب الجناز وتقوم الجنازة

كي تعود الروح من ظلمات الموت الوهمي

كي يسكت عواء ذئاب الريح الكاذب في صحراء الوهم

ها انا لاشيء سواي أتحسسه الآن 

في هذا البحر المتلاطم من الريح 

ابحث عن ظلي بين الأشكال المهملة

لعله ساقته الريح مثلي نحو مرافىء أحلامه

او خلف جدار ربما الآن سيسقط

هاهو.. 

واضعا حجرا على طرفه كي لا يطير

خجلاً عرته التيارات المجنونة حتى مني

هو.. مثلي 

يشبهني بالشكل الشاخص حد الأنطباق

لولا  تبعثر خصلات شعره وعيناه زرقاوان

اٍلا اِني في الريح تكبر مساحة حزني

تتوهج أضواء منارتي بحزن الشطآن الليلي

تعود الاطياف اَليً

تتناثر قربي

هنا وهناك 

كأوراق ساقتها الريح

تعلق بأطراف الاعشاب الممسكة بالأرض

مثل شبح لمسن ماعاد يعرف كم عاش

مثل مسافر عاد في أزدحام القوافل

مرهق الخطى

بعد أن بصقته المدن لغربته 

وها قد جاءت به الريح

تكبكب وجه

 تبعثر شعره

 تصطفق في أذنيه

ينحني تحت صليب الريح أجلالاَ لأيام طفولته

يتسمر مثلي

 يحضن في عينيه آلاف الذكريات

حيث يعود كل شي الى فطرته

وكل شي يعود الى التراب

اٍلا الريح

فهي غول أتى من هناك قرب انطباق الأفق

بعثر انتظام الأشياء

اصخب موسيقى الأشياء 

ثم مضى مطلقاً اعنة ادراجه لنفسه

يراقص اثواب الصبايا

الريح غول ياصبايا وهبوب

وأفتراء على سكينة الأشياء

هذا ما قاله لي ذالك الطيف المتسمر مثلي

في الريح نتطاير مثل فراشات 

او نتقافز مثل ثعالب برية

... ( الاسفار ).....

... احمد الرواز ....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

منفى الرسائل...شعر خالد الخطيب

ابوي علمني ...هبة أبو السعود