القصيدة...شعر سمير كهيه اوغلو
القصيدة
قصيدةٌ أدمت فؤاديَ بالأسى
حتى غدا شمسُ المغيبِ بلا مسا
في كأسِ كهل تاه في أحلامهِ
تسري الهواجسُ والهوى فيه انغما
ما حلّقت فيها اللغاتُ، فإنها
تبقى عصيّةَ فهمِ عصرٍ قد قسا
قصيدةٌ... قد ضجّ فيها حزنُها
وانساب من وجدانها ألمٌ كسا
جُرحي أنا، لا كالجرُوحِ، فإنّه
نزفٌ تفجّرَ لا يضاهيه انطما
فاجعةٌ... كالصقيعِ ببرْدها
لكنّها ليست كوحشتي العُما
صاحبتُها ليلاً طويلاً، والضّنى
يُسري طلاسمَ ماضِ قلبيَ ما نَما
قصيدةٌ لم يمسسِ النقّادُ سِفْرَها
بذبيحةِ الأبياتِ أو سيفِ النّما
إلا على مربدِ القصيدِ، فمزّقت
ثوبَ الغُربةِ إذ دنا وجعي وسما
جثوتُ أبكيها، وفي حضنِ اللظى
أحرقتُ عُمْري إذ تلاشى وانعَما
ليلي بكيتُ به القصيدةَ مثلما
تبكي الدُّهورُ مواجِعًا لا تنعما
ثمّ صلّيتُ، ثمّ تهتُ، وبكيتُ
ثمّ احترقتُ ومهجتي لم تُلجما
فأحرقتُها إجلالَها وتقدُّسًا
لكنّني أحرقتُني حين انعدمَا
فأعذرْ جراحي، إنّني قد متُّ في
شعري... ولكنْ بعد موتِ المُلْهِما!
سمير كهيه أوغلو
العراق
تعليقات
إرسال تعليق