القصة القصيرة / رقصة الحياة ... //بقلم أ. لطفي الستي
القصة القصيرة
رقصة الحياة ...
لطفي الستي/ تونس
أصوات تنبعث من كل مكان ...من لا مكان ...موسيقى هادئة ...سمفونية راقية تتماوج نغماتها و رناتها...
بدا الأمر عاديا أول الأمر لكن سرعان ما دبت الحيرة بين الناس و كثرت التساؤلات و التأويلات ...بين متفائل و متشائم ...بين من هرع للعلم ليفسر الظاهرة ويجد لها من الدعامات وبين من هرع للدين حائرا بين نقمة أو نعمة من السماء ...وبين من آثر الصمت و هرع لمنزله موصدا الأبواب و النوافذ ...
لم تتوقف الألحان لا ليلا و لا نهارا لعدة أيام و ازدادت الحيرة بين الناس ...أقفلت جل المحلات و الأبواب و تضاءلت الحركة وغصت الجوامع بالداعين و المسبحين و المستغفرين و امتلأت الحانات تقرع فيها الكؤوس وتميل فيها الرؤوس منتشية ...
نسي الناس العمل و الأكل و الشرب ...نسوا الليل و النهار و ركنوا إلى الانتظار ...
جذب أحد المارة من الشبان صديقته و راحا يرقصان...
و يرقصان ...تعجب الحاضرون و اعتبروا ذلك استهتارا بمصير و عبثا لكن سرعان ما تكاثر الراقصون و الراقصات...سرعان ما تعالت البسمات و الضحكات و القهقهات وعادت الحركة و فتحت الأبواب ببن فرحة و نشوة باللحظة ...بالحياة كما هي ...كما جاءت ...
فلا توقفت هذه الأنغام و لو كانت نقمة أبهجتنا...أفعمت حياتنا ...
تعليقات
إرسال تعليق