على هامش المعارك بوزيد كربوعي .

 على هامش المعارك دخان النخوة يعبق كَبَخورعروس

 ليلة زفافها  وأيادٍ مخضبة بلون الرفض العنيد 

على هامش المعارك  ألوان قوس قزح  وألعاب أطفال أبطال  صناديد  

 على هامش المعارك  و الصمت المُطْبق في المحافل  وأصوات الأناشيد . 

على هامش المعارك مدائن تبكي سقوط مآذن 

وأنين مساكن  ينعي القصيد  

وطفل يبحث عن لعبته بين ركام المداخن  قبل قدوم العيد  

على هامش المعارك لن ينجلِي هذا الغبار

  فتشرئبُّ أعناق الجبناء تُطِلُّ على بقايا تاريخ

 لذكرى أماكن  و ماضٍ عتيد  . 

أي صنع للحياة وسط ركام الصوامع  ؟ 

أي صنع للحياة تحت دوّي المدافع  ؟  

إنهارت كل الحقائق  مع الأكاذيب  

وأُحرقت التواريخ والمراجع  . 

 لم تعد القصص القديمة تكسر الجليد 

تحت أقدام  صبايا المخيم المهجور  

 الوقت ليس للأحلام ولا للأغاني الحالمة  

 ذخر بندقيتك ولا تختبر شجاعتك  فلست رعديد 

 وإلاّ  ستكون الخاسر الوحيد . 

كطائرِ الفينيقِ سَنُبعثُ من رمادنا من جديد  . 

سنرفرف من جديد بأجنحة الرفض والحديد

  و سنحيا من جديد  .  

لن تقتلونا ولن تسقطونا نحن فقط ننزفُ قهراً وخذلاناً من القريب قبل البعيد  و سنشفى من جديد  . 

مهما أصابكم من عمى أو عوار  سننظر في مرايانا ونتأكد أنّنا  ولدنا من جديد  . 

أليس هذا قبرنا وهذا رمادنا وهذا حاضرنا وذاك ماضينا التليد  ؟  

و سنبعثُ من جديد ببأسٍ شديد   وسَنُلوح بغصن الزيتون  ونحتفل بالعيد

أيّها العابرون خلف خطوط الحُرّية

 ألم تسمعوا آخر أذان فجرٍ  لزمن صلاح الدين  ؟ 

أيّها العابرون هل رأيتم غصن الزيتون

 المنكسر على ظلال أصوار الميادين  ؟ 

وهل رأيتم رفرفة الحمام على أكتاف الخبّازين  ؟  

هنا وُلدنا وهنا زرعنا أوّل  شجرة تِين  

 وهنا حصدنا سنابلنا  وصنعنا الطحين

 وكانت حجارتنا تسترق السمع حين  بعد حين 

و حين نقصّ لأطفالنا حكايا علاء الدين  

 وقصة الأميرة النائمة  وحديقة العجائب و حقل اليقطين  . 

أيّها العابرون  هذه أرضنا  هذه فلسطين 

و مجدنا في الأوّلين  و شهداءنا في علّيين 

 وسننزف ما إستطعنا وسنقدّمُ  القرابين  . 

 

على هامش المعارك 


بوزيد كربوعي  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.