( المُوَالِيَا )شعر أ. معروف صلاح أحمد

 ( المُوَالِيَا )

              ( ا )

فِي لَيلَةٍ عَشرَاءَ مِن نِيسَانَ قُرمُزِيَّة

أنَاخَت نَاقَتَهَا .. ونَزَلَت لِيَا وادِيَا


وتَحَسَّسَت غَدَائِرَهَا 

ولَملَمَت عُطُورَهَا 

وتَأنَّفَت مِن نَسِيمِ روضِ لَيَالِيَا


وتَحَسَّبَت خُطُوَاتِهَا وتحسَّنَت

وأنَامِلُهَا تُفَتِّتُ مَا بَقَى بِيَا


وبَعِيرِي أَجَشٌّ ونَفِيرُهُ طَأَطَأَ

 لَهَا ولِيَا حَادِيًا وبَاكِيًا


 فَتَحَوَّلَ البَرَدُ والصَّقِيعُ لهَا

 هَجِيرًا مُوَاتِيًا ومُوَالِيَا


والبَرقُ يَخطَفُ أبصَارَنَا

 يَحُوِّلُ الوِشَاحَ مُوَازِيَا

 

تُحَرِّكُهُ الرِّيحُ مُهَفهِفًا دَالِيَا 

والقلبُ أذَابَ سِحرَ الفُؤَادِ

 تَلَاقِيًا وتدَانِيًا بِعِتَابِيَا

 

عِنَادُ لَهفَةِ سُكَّرِ لَيمُونِ وجُودِهَا

وسُخُونَةُ شَايِ جُنُونِهَا 


 تَعَاظَمَ وأذَابَ فِي أعمَاقِ 

عِنَاقِي وعِنَاقِهَا جُنُونِيَا


كَم كَانَ العِشقُ يَرتَعُ عَلَى

 عِنَّابِ صَدرِهَا بِعَنبَرِ فُؤَادِيَا !!


             ( ٢ )

فَيَا مَن تَكَّوكَبَ البَدرُ لَهَا

فِي لَيلَةٍ حَسنَاءَ فُستُقِيَّة


ضَوؤُهَا مِن هَمسِ الشُّجُونِ

 وبِمَسِّ أفونِ النُّجُومِ تَصَافِيَا

 

تَمَاهَى وتَرَاقَصَ ألقًا وطَرَبًا

وحَاوَرَ في السُّكونِ كِيَانِيَا


مُرهَقٌ أنَا فِي وجُودِكِ بِسَمَائِيَا

ورَابِيَةٌ وجَاثِمَةٌ وجَاثِيَةٌ ورَاسِيَةٌ

أنتِ عَلَى أكِتَافِيَا


 فَكَم وكَم وكَم تَاقَتِ النَّفسُ

 فِي السُّجُونِ لِلتَّلَاقِيَا


فَتَدَثَّرِي يَا ظَامِئَةَ العَينَينِ

 بَينَ الطُّيُوفِ لِرُؤَى نَاظِريكِ


وجَنَاحُ مُقلَتَيكِ وهُدبُ السَّوَاجِي

تَتُوقُ لِكَفِّ جُمُوحِ جُفُونِ سَواجِيَا

 

 بَينَ شَفَرَاتِ الدُّمُوعِ و الضُّلُوعِ

و أضغَاثِ أحلَامِيَا 


تُرِيدُ أَن تَكُونَ لَكِ مَولَى

 وتُغَنِّي ( المُوَالِيَا ).

.............  ............. ............

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

علامة إستفهام؟فتحي موافي الجويلي

((خَاطِرة : رَاجع حِسَابك )) ✍أبو بكر الصيعري