سِرْتُ...د. غسان الصيفي
سِرْتُ
مِنْ كُلِّ صَبَاحٍ
مَعَ النَّدَى
أَحْمِلُ أَوْرَاقِي
الْمُبَعْثَرَةَ
وَأَسِيرُ،
أَخْطُو خُطًى هَادِئَةً،
وَلَا أَعْتَمِدُ الْمَسِيرَ
الْقَلِيلَ.
أَعِيشُ عَلَى ذِكْرِكَ
بَعْدَ لَيْلٍ طَوِيلٍ
عِشْتُهُ مَعَ أَحْلَامِي،
وَكَأَنَّنِي أَعِيشُ
بِأَحْضَانِكَ يَا جَمِيلُ.
كُلُّ لَحْظَةٍ لَهَا
عِنْدِي تَفْسِيرٌ،
أُجَارِي رُوحِي
بِكَلَامٍ لَيس لَهُ مِثِيلٌ،
أُخَفِّفُ مِنْ تَعَبِي
بَعْدَ لَيْلٍ عِشْتُهُ
مَعَ الْأَمَلِ وَالْحُبِّ
الْجَمِيلِ.
أَيْنَ أَنْتَ مِنِّي؟
أَيْنَ السَّبِيلُ؟
يَا سِحْرَ حَرْفِي
وَقَلَمِي،
لَمْ يَبْقَ لَدَيَّ حِبْرٌ
وَالْوَجَعُ جَلِيلٌ.
مَنْ يَكْتُبُ عَنِّي؟
مَنْ يَقْرَأُ كَلِمَاتِي؟
مَنْ يَسْهَرُ اللَّيْلَ مَعِي؟
مَنْ؟!
لَا جَوَابَ
وَلَا تَقْرِيرَ.
سَأَبْقَى أَكْتُبُ هَمْسِي
وَشَوْقِي
وَبُعْدَكَ عَنِّي
بِكُلِّ الْمَعَانِي
وَالْوَصْفِ،
قَدْ أَجِدُ مِنْكَ تَعْبِيرًا.
الْأَيَّامُ تَسِيرُ،
الْعُمْرُ يَمْضِي،
وَالشَّوْقُ إِلَيْكَ
لَيْسَ لَهُ مِثِيلٌ.
أَنْتَ الْحُبُّ
وَالْأَمَلُ،
أَنْتَ الْبَعِيدُ
الْقَرِيبُ،
وَأَنَا الْعَلِيلُ.
لَيْتَكَ تَنَامُ لَحْظَةً عَلَى
صَدْرِي،
تَسْمَعْ نَبْضَ قَلْبِي
وَتَعِيشْ وَجَعَهُ
وَلَوْ شَيْئًا يَسِيرًا.
أَنْتَ الْحُبُّ بِزَمَنِ
الشَّقَاءِ،
أَنْتَ الْأَمَلُ بِزَمَنِ
التَّعَبِ،
أَنْتَ الْحُبُّ
بِلَا سَبَبٍ،
أَنْتَ الْأَمَانُ وَقْتَ
النَّفِيرِ.
حَبِيبِي،
مَعَكَ أَسِيرُ بِكُلِّ
طَرِيقٍ،
وَإِنْ كَانَ مُتَعَرِّجًا
أَوْ طَوِيلًا،
الْأَمَلُ بِقَلْبِي مُزْهِرًا،
وَأَنْتَ الْحُبُّ
لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ
لَهُ بَدِيلٌ.
اِرْحَمْ ضَعْفِي
وَسَهَرِي،
أَنَا أَعِيشُ
كَالضَّرِيرِ،
أَسِيرُ بِطَرِيقٍ
بِلَا هَدَفٍ
وَلَا دَلِيلٍ.
أَنْتَ النَّبْضَ يَا
أَجْمَلَ خَلِيلٍ.
د. غَسَّان الصَّيْفِي
تعليقات
إرسال تعليق