نهاية إمرأة شرقية..يوسف_الكيلاني

 قصيدة  


 " نهاية إمرأة شرقية "


وتلك نهاية أنثىٰ أخرىٰ ..

تعيش في عالمي المهرطق ..

اللّهُ كرمها في كتابه ..

ونبينا كرمها في سُنته ..

وأوصانا رفقا بالقوارير ..

فسجنوها بكل الذرائع ..

وأضطهدوها بكل العادات ..

وكبلوها بكل التقاليد ..

وحين مرضت تلك الأنثىٰ ..

قالوا ممسوسة ..

وقالوا مجنونة ..

مسكينة يانصف الدنيا ..

خطفوا عالمها وحبيبها ..

أو من كان سيحبها ..

قضوا على أمومتها ..

مسحوا جيلا من رحمها ..

قتلوا جنة تحت أقدامها ..

ولن يحققوا ..

ولن يفضحهم أحد ..

ولن يحزن أحد ..

وستدفن في مقابر المظلومين ..

وسيحزنون عليها بعد سنوات ..

وسيظهر حبيبها بعد سنة ..

لو سأل عنها !!..

اتهموه في عرضها ..

وهي تملك كل الشرف ..

لأنها ولدت مختومة بالشرف ..

سؤاله الوحيد كيف ماتت ..؟

قالوا له الغرباء أنها مجنونة ..

من أخبركم ..!

الأقربون ..

كيف ماتت ..؟

لفضت أنفاسها الأخيرة ..

تحت يدي الشيخ الدجَّال ..

أمتزجت صرخاتها مع صرخاته ..

هو يقول أُخرج أُخرج ..

وهي تقول أخي أخي ..

والمشهد هو :

عصاة غليظة بمرتبة الهراوة ..

ينهال بها على جسدها الغض ..

ومن كان عليه حمايتها ..!

واقفٌ وراء الباب ..

متخليا عن رجولتهِ ..

وقرابتهِ ..

ودمهِ ..

وعرضهِ ..

مُصرحاً بموافقتهِ على ذلك ..

لأنها أبنة أباه وأمه ..

ولكن ..!؟

لو قلبنا الأدوار ..

وقلنا أن حبيبتهُ ..

هي التي تتعذب ..

وهي التي تستنجد به ..

هل كان سيقف بارداً متحجراً ..

غليظ القلب كالأبله ..

لا وثم لا ..

قلبه لن يسمح بذلك ..

ولكن كرامته تسمح على عرضهِ ..

هل يكفيك كل تلك التفاصيل ..

أيها السائل عن مصيرها ..

العائلة إستراحت منها ..

والدجال بريء مع سبق الإصرار والترصد ..

والأخ يرفع رأسه عالياً ..

والحبيب لن يرتاح ..

وسيشعر بأنه متهم بعدم إنقاذها ..

وسيظل رأسه منتكساً ..

حزيناً طوال العمر ..

وتلك نهاية أنثىٰ أخرىٰ ..

وداعاً لإمرأة في عالمي الشرقي ..


#يوسف_الكيلاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.