(جزرٌ ومَدٌّ) - (محمد رشاد محمود)

 (جزرٌ ومَدٌّ) - (محمد رشاد محمود)

معَ انبساط القلب لبواعِث الغِبطَة - وهي في الدنيا قليل - وانقباضِه لدواعي الغُمَّة ، وهي  تَتَأبَّى على الحَصر ، أصابَهُ الكلالُ ، وهاجَهُ حزازَةٌ كتلكُ الرقوش التي يُخلِّفُها تتابُعُ الجزر والمَدِّ علي صَدرِ ساحِل البَحر ، فكانَت تلك الهَمْهَماتُ عامَ 1975وكُنتُ حينَها في الحاديَة والعشرين :

نَــمْ قَلــــبُ نَم ، نَمْ قَلـــبُ نَمْ

مَــا لِلـكَــــــرَى والأزْلُ جَـــــمّ

نَمْ قَلـــــــبُ أغفَتــكَ المَنــــو

نُ وهَدْهَــــدَتْكَ يَــــدُ الـعَــدَمْ

رَحُبَـــــتْ أمـانِــيُّ العِـظــــــا

مِ عن النِّيــــاطِ وذا اللَّــحَــمْ

وَمِـنَ الـصَّواعِـقِ واللَّــــــظَى 

دَمُنـا فَلـيـــــسَ كَكُــــــلِّ دَمْ

 نَمْ قلـــبُ نَم ، نَـمْ قلـبُ نَمْ 

فالـنَّـــومُ نـَـــــومٌ لِلـسَّــــقَـمْ

وذَرِ النُّبــــــــوغَ لِـمــــائِــــقٍ

ودَعِ الحيـــَــاةَ لِمَـــنْ نَعَـــمْ

ذا الكَـــونُ في رَغــــدٍ قـريــ

ــرٌ خِلـــــوُهُ سَلـــــمٌ عَـمَـــمْ

والطَّيــْـــرُ يَطـــرَبُ لِلــشُّـرو

قِ علَــى الخمائـــلِ والأكَــمْ

والرِّيــــحُ تَمْــــرَحُ والغَـديـــ

ــرُالعَذبُ دَغدَغَــــهُ الــنَّسَـمْ

والشَّمــسُ تَضحَـكُ والمـــرو

جُ الخُضرُ تَبــــسَــمُ لِلْغَنَــــمْ

والنَّهــرُ يحلــــــمُ والسَّــحــا

بُ الطَّلــــقُ يَنعَمُ بالــــرَّخَـمْ

كُــــــــلٌّ يَـقَـــــرُّ وأنْــتَ أنـْــ 

ـتَ لَدَى جَحيمِكَ في الضَّرَمْ

نَــــمْ قلْــبُ نَمْ ، نَمْ قـلبُ نَمْ

فالسُّهْـــــدُ مِفتَــــاحُ الحَــدَمْ

لَـــوْ أنَّ مـــا بِــــــكَ مُـــودَعٌ

في جَـوفِ عَظْــــــمٍ لانهَشَمْ

أو أنَّ جُلــــمُــــودًا حَــــــــوَا

هُ أسًــى لَـصُــــدِّعَ أو نَـــــأَمْ

(محمد رشاد محمود)

.......................................................

الأزْل : الضيقُ والشِّدَّة .               

المائِقُ : الأحمَقُ الغَبِيُّ .

الأَكَـم : جمعُ (الأكَمَة) ، وهي التَّلُّ .   

الحَدَمُ : شدَّةُ التهابِ النار وحميها .

نـــأَمَ  : أنَّ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.