شهداؤنا :شعر غسان الضمان
شهداؤنا :
ذرفت عيوني في المحاجر دمعها
جريان دمعي أنهر وسيول
حتى العيون تسمّرتْ من حزنها
إنّي لفقدكم أسٍ وذهول
روت الجنادل في الفلاة دماؤكم
واعشوشبت أنجادها وسهول
تُحنى لكم كلّ الرّؤوس مهابة
لم يَبْدُ منكم خائن وخذول
إن حان وقت طعانكم ونزالكم
أفراسكم بين الألوف تصول
لم تأبهوا ‘ لم تيأسوا ‘ لم تقنطوا
وبكم لتحقيق النّجاح فضول
أكرمتم الرّوض الخصيب وأهله
لم تحسبوا الأعمار كيف تزول
بل تقفزون إلى الأمام لعلّ إن
دقّت لحرب في الرّبوع طبول
لم تثنكم عنها محاذير الوغى
والّليل خيّم والظّلام سدول
وتعانقت أعلامكم فوق الذّرى
بل لفّت الأسياف وهي صقول
ولقد دفعتم من عبير دمائكم
والكلّ منكم للعطاء عجول
ودفعتم الأثمان بل لم تبخسوا
وجزاؤكم عند القدير شمول
فارقتكم يافلذتي ومفاصلي
وبكم شَموخٌ .. والخسيس ذلول
طُهرا رويتم أرضكم وترابكم
والعشب تحت نعالكم مجبول
وجهي على فقدانكم متجهّم
رمشي عليكم طارف و بلول
فبكم سأسمو فوق أطباق العلا
وكأنّني في الفرقدين حلول
فالله يزرعكم بدوح جنانه
وردا وفلّا والنبات خضول
كلّ التّحايا لن تفي لعطائكم
ومع التّحايا ذكركم مشمول
نحني الرّؤوس لكم ومع تيجانها
علّ انحناء الرّأس فيه قبول
تيجان تسمو .. لا .. فلن ترقى لكم
لوجودكم كلّ الملوك تؤول
..............................................
بقلمي : غسان الضمان
تعليقات
إرسال تعليق