أمُّ الكتابِ..للشاعر محمد الدبلى الفاطمي

 أمُّ الكتابِ

قناعةُ النّفس أغْنتني عن الطّلبِ***وصحْوةُ القلبِ قادتْني إلى الكُتبِ

أبيتُ ليلي أجوبُ الكوْنَ مُكْتشِفاً***سِحْر الكواكبِ والأقمارِ والشهُبِ

فاسْتقْبلتْني طُيورٌ في مَناقرِها***شدوٌ سَقـى هَوَسَ الأفْكارِ بالعنبِ

همّتْ تُغنّي فكانتْ نبأةً وصَدىً*صحَتْ لِوقْعهِما صنّاجةُ الطّربِ

أوْحى لها القلبُ أنّي منْ أحِبّتها**وأنّنا في الهوى أهلٌ بلا نسبِ

فقرّبوني من الأنوارِ وابتسموا***والشّـمسُ غائبةٌ ليلاً ولمْ تَغبِ

وقبّلوني فأحْيوْا روحَ ذاكرتي***بنظمِ شعرٍ أعادَ الرّوح للأدبِ

إنْ يأْتِ منْ رَحِم الإبْداعِ مُبتكِرٌ***فالمُلهمونَ أناروا الكوْنَ بالكُتبِ

أبقوْا ثُراثَ بني الإسلامِ مُكتمِلاً**أحْيا الهُدى بعُطورِ الذّكْر في الحِقـبِ

والعلمُ في سُوَرِ الرّحمانِ متّسِعٌ*يَقودنا صَوْبهُ صبحٌ من الذّهبِ

نورٌ تناثرَ فوق الأرضِ فانقشعتْ***بالمُعْجزاتِ غيــومُ الجهْلِ والرّيبِ

جَرى به الضّادُ فاسْتجْلى بأحْرُفِهِ***مَجْداً عَريقاً بِخُبْثِ المسْخِ لمْ يُصَبِ

وروعةُ النّظمِ قدْ فاحَتْ مَصادرُها***كأنّها الرّوضُ في أثوابهِ الــــــقُشبِ

أمّ الكتابِ تــعالتْ أنْ يُحيــطَ بها***بوْحٌ منَ الشّــعْرِ أوْ نثْرٌ منَ الأدبِ

لوْ يعْلمِ النّاسُ كمْ منْ أمّةٍ رحلتْ***كانت تحذّرها العدوى ولمْ تَتُبِ

إنّ الشّعوب إذا ما الجهْلُ أقْعدَها***ضاعتْ ولوْ مًــلكتْ أرْضاً من الذّهبِ

فانظرْ إلى الأممِ الأُخْرى وما صَنعتْ*بالعلمِ في خِدمةِ الإنسانِ عنْ كَثبِ

في كلّ مملكة منها ومُجتمعٍ*ناعورةُ الخلقِ لا تشْكو من التّعبِ

توزّعتْ سُننُ الإبداعِ بينَهُمُ***فأبْدَعوا نهْضـةً منْ روضةِ العَربِِ

واغرورقتْ بدموع البؤْسِ أعْيُنُنا**من بعدما ظهرَ البرهانُ في الخُطبِ

هيهات ينفعُنا التّزويرُ في زمن***به الحضـارةُ منْ أمٍّ بَرّةٍ وأبِ

إن ظلّ خلف شعوب العصْر مَوْطنُنا***فنحنُ قومٌ من الأوْباشِ والـحَطبِ

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.