حكاية من كانوا ..د. أسامه مصاروه

 ا


    حكاية من كانوا 

خرجنا مِنْ ملابسنا الكَريمةْ

وَإنْ ظَهَرتْ لنا جِدًا قديمةْ

بلا لونٍ كمِمْسَحةٍ عتيقهْ

ولا شكلٍ كأنْظِمةٍ لئيمةْ


بياضٌ ناصِعٌ وَبلا كرامَهْ

حريرٌ ناعمٌ وبَلا شهامَةْ

قصورٌ للخيانَةْ والدعارةْ

تُشَرِّفُها الزبالَةُ والقُمامَةْ


خِيامٌ ذاتُ أعمِدَةٍ نبيلهْ

وراءَ قُصورِ غِلمانٍ ذليلهْ

قفارٌ لا حدودَ لها وَلكنْ

سمتْ وعلتْ بأقوامٍ أصيلهْ


جدودُهُمُ الرعاةُ رجالُ نخْوةْ

وكانَ لهمْ على الأعداءِ سطْوةْ

فما خضعوا لِشرْقٍ أو لِغَرْبٍ

ولا لِعِدًى ذوي بأسٍ وَقُوَّةْ


كانوا ذوي كَرَمٍ وجودِ

ومُحترمينَ في كلِّ الوجودِ

وكانوا والبلادُ بلا عُروشٍ

وحتى قبل نفطٍ كالأسودِ


أيا عَرَبٌ بلادُكُمُ الفلاةُ

مَشاعًا أصبحتْ لُعِنَ الغزاةُ

ألستُمْ يا بني قومي رجالًا

فمنْ غيرُ الرجالِ لها حماةُ


فكيفَ غدا العربيُّ عبْدا

وقدْ كانَ المُهابَ وكانَ نِدّا

وكيفَ أيا أخي أصبحتَ سرْجًا

لِتحمِلَ غاصِبًا نذلًا وَوَغْدا


تُرى هلْ صرتَ عبْدًا بلْ وَصِرْنا

نُجيدُ فقطْ كما الرعْيانِ صَرّا

كرامتُنا هوتْ غدْرًا وظلمًا

فَكيْفَ أيا أخي سَتعيشُ حُرّا


بِلادُنا دُنِّسَتْ بحْرًا وَبرّا

بأقدامٍ لِمُغْتَصِبٍ وَجَهْرا

فهلْ حَسِبَ الزَّعيمُ الذُلَّ عيْبًا

وهلْ عُرْبانُنا حسِبوهُ نُكْرا


ألا تبًا لمنْ عشِقَ الخيانَةْ

ألا سُحْقًا لمن نَكَثَ الأمانةْ

ألا بُعدًا لمن قبلَ الْهَوانا

ولم يركبْ لمكرُمَةٍ حصانَهْ

د. أسامه مصاروه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

(( وعود وأشتياق حنين وأغترآب))...ياسر الشابورى

🌠كلمات لا كالكلمات د. نوال حمود