(( أنا والجِنّي ))
في تلك الليلة
وأنا بائس.. يائس
كنت حزينًا، يتملكُني الضعف
غريقًا وحدي بمتاهات الخوف
ضائعًا.. شاردًا
أشعر حرمانًا أو عجزًا
حائرًا ..ثائرًا.. رافضًا للغد
والعودة ذٌل وهوان
ما عادت تجدي بعد
قٌضي الأمر
إقدامي حتمًا ولا بد
ما عاد سبيلٌ للتراجع
لا حيلة باليد
كلي متمرد.. عقلي ثرثار
لا يصمت ليلًا أو نهارًا
دومًا لائم..قاسٍ..جبار
متشدد جدًا جدًا
لا يرضى بأي خيار
متذبذب..متردد.. منهار
وهناك، رأيته
يبدو مألوفًا وأظنه يعرفني
ينظر بشماتة وبكل قساوة
ويقول:
ها، هل صدقت؟
أأمِنت.. ووثقت؟
واستسلمت وسلّمت؟
فأجبته بقلبٍ مكلوم:
نعم، واللهِ وخُذِلت وهلكت
قال: اسمعني
العالم وهم زائف وعذاب
كله آلام وخداع
عالم كذاب... كذاب
وحقيقة دنيانا الموت رغم الأوجاع
وأراك تموت تموت في عُمق الأسباب
فنظرتُ وحُزن العالم يتلألأ في عيني
لكني أقاوم أن يسقط دمعي
فاستوقفني وقال: اسمع وافهمني
لنعود ونحيا بعالمنا
ولتنسَ ما ولى وكان
اترك كل الأشجان
ولنسمع بعض الألحان
والآن سنرحل من هذا الزيف
ولنقبع داخل أعماق النسيان
ولك مني هدية يا فنان
ورأيته يخرج حباتٍ من بللور
تتراقص من حولي
وأنا هائم مسحور
قال: سأهديك حروفٌ تبدو سهلة
لكني بثقة وغرور
أقسم أنها سرٌ مستور
حرفٌ يبكي
تسمع أناته بين سطور
حرفٌ يفرح
وضحكاته تعلو بكل سرور
حرفٌ يتمرد ويثور
حرفٌ هادئ
يملأ نفسك بالنور
وحرفٌ من داخل أعماقك
يحكي حكاياتك.. ينطق رغباتك
يحفظ أسرارك.. ويعلن إصرارك
حرفٌ سيكون إليك رفيقًا
منذ بداياتك إلى آخر لحظات حياتك
هو لك أنت، لكن عِدني،
ألا تبخس قدرك أو ذاتك
أو تثق لوهلة فيمن هانت عليه يومًا دمعاتك
أو تشغل فكرك بشكوكك وظنونك أو تُراهاتك
استسلم أسلم لخيالاتك
قٌلت أعدك، لكن
قُل لي من أنت؟ هيا أخبرني
أشعر أنه بك شيء مني
لكني في حيرة من أمري
وإني أجزم أنك... إني
قال بخبثٍ:
هشششششش.. أنا الجِنِّي
#أمل_أمين_الخولي
#رحالة
#Felicite_World
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.